إعتراف : الجزء الثاني



" أريدك ان تخرج معي "



كلماتها غير المتوقعة بالمرة اجفلتني

لكي اتأكد سألتها "الي اين ؟ " لتجيبني في حيرة " انت لست مضحكا "  و هي تهز راسها يمنة و يسرة


" اعتقد انها لا حق لي لانتقادك خصوصا بعد سؤالي غير اللبق  , لكن أتلاحظين بأنك قد فقدتي والدك مؤخرا ؟ "

بخلاف تسوكيموري , لقد كان علي ان أدعي الهدوء لقد كانت محركات عقلي تعمل بطاقتها القسوي فقد كنت الاحظ اقل تقوم بها عسي ان ادرك نواياها الحقيقة

" هل تظن انني حمقاء ؟ "

" اذ أخذنا هذه المحادثة بعين الاعتبار , فنعم "

" اذا لقد اسات فهمي ! , لقد ظننت انني احتاج الي دعم احدهم بسبب وفاة ابي تحديدا. أليس من الشاعري ان لقبتها ب" دعم قلبي " ؟ فانا لست قوية كما يخالني الجميع "

لقد تفسيرا جيدا بالفعل , لكن لا زال هناك ما يخالف المنطق فيه


" اذا لم يجب ان يكون انا ؟ لا زلت لا افهم لم قد تقوم فتاة محبوبة مثلك باختيار شخص مثلي . "

لتضحك تسوكيموري قائلة " لم اعرف انك اخرق هكذا نونوميا-كون , اذ سألت عن سبب اعتراف فتاة بحبها لاحدهم فهذا يعني بأنك لا تدرك كيف يعمل قلب الفتيات "

لقد كان اسلوبها مزعجا جدا

"  اذا انت ايضا لا تفهمين طريقة عمل قلب الرجال , فلا استطيع الا تساورني الشكوك اذ قامت فاتنة ما بدعوتي للخروج معها "

" هل هذه هي طريقة تفكيرك ؟ لقد كنت موقنة ان الفتيان دائما ما يحبون ان تعترف لهم الفتاة او تطلب مواعدتهم "

نبرة صوتها التي حملت يقينا غير قابل لان يتزحزح جعلتني اتراجع عن موقفي لوهلة


" بالفعل......فنحن بالبساطة التي تجعلما نفرح لهذا الامر لكن الرد لا علاقة له بهذا "

لم ارد ان اعترف بالامر , لكنها كانت محقة فقد شعرت بدون قصد بالفخر بسبب هذا الاعتراف الذي سيحدني الجميع لاجله , أللامر علاقة بالفرق بين خبراتنا في الحياة ؟ اذ تعلق الامر بالحب فحظي و خبرتي اسوأ و اقل منها بكثير

" أهناك من انت مهتم به نونوميا-كون ؟ " لتسألني تسوكيموري غفلة - سألتني بسهولة كما تسأل نادلة عن طلب الزبون

" لا يوجد "

ليترواد الي ذهني صورة أوسامي لوهلة , لكنني لم احببها لهذه الدرجة كي اذكرها و لم اكن صريحا كفاية لأجاوب بوضوح


" اذا أهناك من تواعدها ؟ "

" الا ترين ان ترتيب الاسئلة غير طبيعي ؟ اعتقد بانه العكس "

" هل هذا ما تظنه ؟ لربما انت تواعد شخصا لا تحبه ؟ " لتجيبني بتعابير وجه حائرة

"..... لقد فهمت اخيرا سبب قول الشباب ان الشائعات حولك قد تكون صحيحة "

اظن انني قد استهجنتها بطريقة مبالغ فيها


" ما الشائعات الا شائعات , و انت لست من النوع الذي قد تؤثر عليه الشائعات نونوميا-كون "

" و مالذي يجعلك واثقة لها الحد ؟ حتي انا اراقب خطاي اذ سمعت شاعات سيئة "

" اذ اردت فاستطيع اخبارك ايهم صواب و ايهم خطأ لكن في المقابل ...... "

" أمل انك لن تجعلي شرطك هو ان اواعدك "

" من الواضح ان كيمياءنا واحدة "               ( كيمياء : طبيعة سجية يمكننا الانسجام معا )

لتبتسم تسوكيموري ابتسامة مشرقة عوضا عن ان تشعر بالخجل

" لن اقبل يوما شرطا غير عادل كهذا " لقد كنت مذهولا حقا هذه المرة " .... لم اعتقد يوما انك هكذا "

لقد تحكمت بي منذ بداية حديثنا بطريقة كلامها , كل الردود الممكنة التي تصورتها في بادئ الامر قد ذهبت سدي

" هذه هي طريقتنا لاظهر لك اهتمامي بك , نونوميا-كون ! فانت الشخص الذي ارغب في ان اخرج معه لذلك لا يوجد داع لي ان اريك جانبا زائفا مني "

" اعتذر لاهتمامك , لكن الم تأخذي بعين الاعتبار احتمالية رفضي ؟ "

" انا مستعدة لاي شئ في سبيل حصولي علي ما اريد , خوفك من ان تتأذي لن يجعلك تحصل علي ما ترغب , حسنا ان كشف بعضا من صفاتي لا يحتب ضررا من الاساس "

" ثقة استثنائية بالنفس , لا عجب ان فتبات صفنا يدعونك ب(-سان) "

لم اعلم انك شخص حاد الطباع هكذا , لقد ظننت بأنك ممن يتبع التيار "

" ان لي شخصية حساسة اكثر مما تتخيلين و متناقضة بعض الشئ , و لا اجرؤ علي ان اتورط في امور قد لا تعنيني او لا اوافق عليها "

" ببساطة انت تكره القيام بشئ لا تهتم به ؟ "

" انا لن انكر هذا الامر , فانا لن احظي براحة البال مجددا اذ خرجت معك بوما , و حياتي لم تكن يوما حماسية لكي اتقبل مصدر جاذب للاهتمام الاخرين , هذا هو كل ما في الامر "

" من المحزن انك شخص عنيد هكذا , نونوميا-كون....." قالتها تسوكيموري و صمتت بعدها

لقد تشاركنا صمتا مؤلما

لقد كانت صيحات الاندية الرياضية القادمة من الملعب تردد في ارجاء المكتبة الصامتة , لقد سمعت صوت حفيف تنورتها بوضوح عندما قامت تسوكيموري بتغير موضع قدميها النحيلتين

لقد كانت نظراتها الشاردة دليل علي ترددها بالنسبة لشئ ما

حركات عديمة الاهمية كهذه بدت و كأنها من فيلم ما , ملطفة الوقت حتي تنطق بكلماتا التتاية تمنعني من الشعور بالملل

ثم رأيت شفتاها تتحركان




"....اذ اخبرتك بسبب اختياري لك , هل ستتوقف عن هذا التزمت  ؟ "

حسنا , يجب ان اهدأ , اراها الان في مخيلتي تخبرني ان البب هو امتلاكي لوصفة القتل

قول كهذا قد يبدو سخيفا لكن بما ان تسوكيموري لا يمكن التوقع بتصرفاتها فلذلك لا يمكن اعتبار هذا الامر مستحيلا , فشخصية تسوكيموري الخفية هي شخصية جريئة و مصممة و فوق كل هذا ذكية بشكل مخيف


هذا هو نوع الفتاة التي كانت تحاول التقرب مني , لذا لابد و ان احذر

"....قليلا فقط " لأجاوبها منتقيا كلماتي بعناية

لم اكد انهي كلامي حتي نظرت لي بعينيها اللوزيتين و ابتسمت ابتسامة تدل علي ان شيئا سيئا سيحدث


" يعجبني مظهرك , و كان من الامكان ان تكون افضل لو لم تكن مراوغا "

ليأتيني ردها علي حين غرة مما جعلني اكاد اقع ارضا لكنني تمالكت نفسي و باشرت بهجومي المضاد

" ياللصدفة , فانا اظن بانك لست نصف سيئة , والفضل يعود لشخصيتك "

" اذا في هذه الحالة يمكننا ان نكون ثنائي رائع ؟ "

" اجل , رائع من الناحية السيئة "

عبثها المستمر معي قد هدأ من روعي قليلا

فكرة ان تكون يوكو تسوكيموري " قاتلة اب " قد بدت  سخيفة و مخجلة فجأة

لقد كانت تسوكيموري فتاة مصممة و جريئة و لكنها لم تكن بالحمقاء , حتي و ان_فرضا_  اعتبرت والدها مصدر ازعاج فكانيمكنها ان تأتي بالعديد من الطرق لتتخلص منه بدون اللجوء الي " القتل "

و في المقام الاول هل يمكن لشخص بهذا الهدوء ان يكون قد ارتكب جريمة قتل مؤخرا ؟
لقد كانت فتاة مميزة , لم استطع الشعور باي نية للسوء منها


فجأة- شعرت بشئ يلمس رأس شعري , لاقفز الي الخلف غريزيا

"__ أعتذر "

بعد امعان النظر , وجدت تسوكيموري قد قامت من كرسيها و مدت اصابعها الناعمة البيضاء تجاهي

" لقج بدى شعرك جميلا جدا لذلك وددت ان المسه بشدة  "

لتريني تسوكيموري ابتسامتها الخلابة
جميلة كضياء القمر




____ليرتجف جسدي بأسره




هذه الفتاة و انا لم ننتمي لنفس العالم

" من فضلك ان تأخذ الامر بجدية " قالتها تسوكيموري وثم توجهت نحو باب الخروج

لقد داعب شعرها وجنتي و ترك رائحة زهور قوية خلفه عند مرورها بي

مع انني قد نويت ان احاول ان اعرف المزيد عنها , بدت لي الان يوكو تسوكيموري اكثر غموضا

لأتذكر كيف شبهها كاموجاوا بالنبيذ

بالفعل

لقد كنت مخمورا بأريج يوكو تسوكيموري










ليست هناك تعليقات