في المقهي : الجزء الأول
تقدمت يوكو تسوكيموري فجأة نحو مقعدي و قالت بابتسامة ادفء من أشعة الشمس الساطعة علي أوراق الأشجار و صوت أرق من نسيم الربيع
" ألم يحن وقت ذهابنا بعد , نونوميا-كن ؟ "
توقف الوقت تماما في أرجاء الحجرة الصاخبة , علي الأقل كانت أفكاري هي من توقفت
توقف جميع من بالحجرة عما كانوا يقومون به و توجهوا بأنظارهم تجاهنا , كانت أوسامي هي أول من أعاد عقارب الساعة لعملها
" ايه...؟ يوكو-سان , هل أنت متوجهة الي مكان ما برفقة نونوميا-كن ؟ لماذا ؟ اييه..." قالتها أوسامي و قد جعلتها ربكتها أقرب الي ذلك العصفور الذي يقفز من الساعة معلنا اكمال عقاربها لدورتها
" لقد اردت أن أزور المقهي الذي يعمل به نونوميا-كن لقد سمعت بأنه ذا أجواء مناسبة تساعد علي الاسترخاء , و كما تعلمين انني قد مررت بأوقات عصيبة مؤخرا لذلك طلبت من نونوميا-كن ان يصطحبني, أليس كذلك ؟" ردت عليها تسوكيموري أخذة في الحسبان أننا مشاهدين من قبل اصدقائنا
" هل هذا صحيح , نونوميا ؟ "
لقد توقعت بالفعل أن المستهدف الثاني لكي يسأل هو انا
" بالفعل "
لقد تمكنت اجابتي المختصرة من اخفاء امتعاضي بطريقة ما
" لربما يمكنني أن اذهب معكم .... "
لقد كدت أن أصرخ جراء تمتمات أوسامي , فلدي ما يكفيني من المصائب باصطحابي لتسوكيموري - لن أستطيع أن ازيدها مصيبة اخري
" و ماذا عن ناديك ؟ "
لقد كانت أوسامي في نادي الكرة الطائرة , فقد كان لديها قوة ذراعين لا تناسبان اطلاقا جسدها الضئيل
لقد كانت رسالاتها تشعل الرؤوس شيبا, لقد فرحت جداحينعلمت انني في نفس فريقها في حصص التربية البدنية
"ل_لن أذهب "
" مستحيل , ألم تقولي من قبل بأنك علي وشك أن تصبحي لاعبة أساسية في الفريق1 ؟ من الحمق أن تتغيبي عن أنشطتك في هذه الفترة المهمة "
لتزم أوسامي مقطبة جاعلة شفتيها خطا رفيعا
" لنذهب سويا مرة اخري , شيزورو , سوف الطريق المؤدي له اليوم لنذهب نحن الاثنتان معا , ما رأيك ؟ "
نصحتها تسوكيموري برفق كأخت حنون , في حين اومأت أوسامي مرددة موافقتها " حسنا "
المشكلة الأولي تم حلها , تبقي اخريات للاهتمام بهن
" فقط انت من سيأتي فقط , أم انا مخطأ ؟ فاذ جاء الجميع ستعم الفوضي المكان "
أوضحت لتسوكيموري سريعا شرطي الوحيد لأسمح لها بالقدوم
" لا تقلق , فزملاءنا طيبون , هم ليسوا من النوع الذي قد يسبب المتاعب للاخرين " لتختم حديثها بابتسامة امراة نبيلة قائلة " اراكم غدا جميعا "
بكياسة , لوحت يوكو تسوكيموري لزملائها
اذ كانت الفرصة متاحة امامهم , فبالتأكيد لن يتركوها , لم يتكلف الفتيان _ من ضمنهم كاموجاوا _ و الفتيات المعجبين ببتسوكيموري عناء اخفاء علامات احباطهم , ببساطة لا يعلم احدهم بالحقيقة المتواجد خلف قناعها الملائكي
توجهت تسوكيموري نحو البوابة بخطوات رشيقة
" ما الذي تضمرينه ؟! " سألت ظهرها الرقيق غير مكترث بنبرات الامتعاض الصادرة مني
التفت تسوكيموري مرفرف شعرها الناعم لتواجهني
و بابتسامة قالت " جل ما بالامر هو انني مهتمة بالمكان الذي يعمل فيه نونوميا-كن "
" اجيبيني! انت تعلمين علم اليقين انني اكره ان اكون موضع اهتمام الاخرين "
" ألم تراني منذ قليل بعينيك امنع اي سوء فهم قد يحدث ؟"
" هذا لا يغير حقيقة جذبنا لانظار الاخرين "
" ماذا يمكن ان اقول ؟! حظ عسير "
" ..... و خطأ من هذا من الأساس ؟ " لقد كنت منزعجا من أسلوب تسوكيموري لأقصي درجة ".... و في بادئ الامر كيف علمتي بشأن عملي في مقهي ؟ "
" شائعات "
" لا تخدعيني "
لقد كان معروفا اني اعمل بدوام جزئيفي مكان ما , لكن لا أحد يعلم بأن هذا المكان هو مقهي
" ما هو هدفك من كل هذا ؟ "
" ماذا تعتقد انت نونوميا-كن ؟ أليس من الطبيعي ان تحاول الفتاة ان تعرف ااكثر عمن يشغل قلبها , هذا ما يدعونه الناس بقلب الفتاة البرئ "
" أتدعين كونك بريئة ؟ أضحكتني و دعيني أصحح لك الأمر , انت ابعد ما يكون عن فتاة بريئة "
" أن الحفاظ علي صورة الشخص الناضج لمرهقة في بعض الاوقات , انا لازلت فتاة في السابعة عشر , بالاضافة لذلك لقد فقدت والدي منذ فترة , اعتقد انه من المفترض ان تكون ألطف من هذا في التعامل معي نونوميا -كن" قالتها تسوكيموري نافخة مقطبة ( مبوزة-متجهمة-نافخة نافخة وجنتيها-مقطبة) ,لقد تفاجأت حقا اذ لم اعلم يوما بانها قد تقوم بمثل هذه التعابير الطفولية
مفاجأة لا اكثر , نعم اشعر بالأسي لأجلها لكن هذا غير هذا ليس من شأني
" أراك غدا "
زدت من سرعتي واضعا مسافة بيني و بين تسوكيموري
" الي أين تذهب ؟ هذا طريق البوابة الخلفية "
" بخلافك انا اتنقل بالدراجة لا القطار , فاذ استطعتي ان تلحقي بسرعتي و سأتحمل يكل سرور عناء ارشادك الي المقهي ؟ " لقد كنت باردا تجاهها عمدا , فانا لن اتعب نفسي يوما او اغير منها لاجل الاخرين , و لن اهتم باحد يحاول اختراق حيزي الشخصي بدون تصريح (م\م: لن اسمح لأحدهم باقتحام حياتي بدون تصريح )
" حسنا لن اعترض , لكن أمل الا يؤلمني ظهرني علي الرغم بانني قد رغبت من قبل في القيام بهذا الامر و لو مرة"
مع ذلك , كانت تسوكيموري هادئة اكثر من العادة , و قبل ان أدرك وجدتها اذ بها تسير بجواري
" ماذا تظنين نفسك فاعلة ؟....."
" لقد رغبت دائمة بالقيام بهذا الأمر , ركوب الدراجة كثنائي "
" من أخبرك بأنني ساسمح لك ؟ "
" لا تقلق , انا لن أكون ثقيلة "
" هذا لم يكن موضع سؤالي "
لقد كنت منزعجا لاقصي درجة , لهذا أخبرتها بما افكر دون مراعاة
" نعم اعترف انه من المفترض ان أكون أكثر لطفا معك لكن لا أنوي أن اتملققك كما يفعل الاخرون ( م\م: اسايرك, اتبع هواك) ليس الجميع مراع لمشاعرك , فلتحفظي هذا جيدا , قد اشعر ببعض الشفقة تجاهك لكن هذا هو كل شئ "
" امممممممم , هكذا يجب ان يكون نونوميا-كن"اومأت تسوكيموري بقوة مبدية ملامح سعيدة بعض الشئ قائلة " يعجبني حقا موقفك البجح ذاك"
(م\م: جرئ )
لقد كانت كلماتي سلاحا ذو حدين او بالاحري بومرنج التف عائدا نحوي , بدل ان اجعلها تنفر جعلتها تتمسك اكثر
اذ بها تبتسم لي ابتسامة الاخت الحنون بعد ان شاهدتني عاجزا عن الرد
"ألن تمهلني فرصة ؟ لقد أدركت توا أن اعترافي بالامس قد كان تسرع مني , كما انت لا تعلم عني شئ ايضا انا قد لا اعلم عنك الكثير, اعتقد انه من الضروري لنا ان نقوي روابطنا المشتركة بروية , لن يمون الآوان قد فات لاتخاذ قرار مناسب بعد ذلك , ام انا مخطئة ؟ "
لقد كان رأيها عادلا
لكن بعد ان اعدت النظر في كل ما حدث حتي الان , لم اشعر بالارتياح لكي اصدق كلماتها بسهولة
لقد نظرت في عيني تسوكيموري
ما الذي تتفكر فيه ؟
يوكو تسوكيموري لم تتجنب نظراتي , و في عينيها اللوزيتين الكبيرتين رأيت انعكاس صورتي
لقد كان المستسلم في النهائية هو انا , حررتها من نظراتي و ركبت دراجتي
"____ اصعدي "
" شكرا "
لقد سمعت صوتها المبتهج
بعد صعودها انطلقت , لقد كانت خفيفة جدا كما قالت بنفسها
" عديني انك لن تقوم بشئ يضعني في موقف مثل اليوم "
" سأبذل أقصي ما بوسعي "
" لا , ليس فقط ما بوسعك , فلتعديني "
" ان الرياح لطيفة جدا نونوميا-كن , يبدو ان ركوب الدراجة سويا أفضل مما تخيلت "
لقد لمحت انعكاسنا في مرآة بالشارع , لقد كانت تسوكيموري تثبت تنورتها بيدها اليوم في حين التف يسراها حول خصري , بابتسامة جميلة علي شفتيها كانت تشاهد مناظر المدينة التي تمر بجانبنا
بفقدان قدرتي علي الشكوة لفتاة ائتمنت نفسها لي 1, رددت في رأسي " ....ايها المحظوظ"
لقد استمريت في تحويل كل استيائي و نفوري الصامت الي دفع للبدالات اثناء ركوبي الدراجة
لربما الحسد او الغيرة هم السبب الذي جعلني اشعر بنظرات التلاميذ الحادة موجهة الي و هم متوجهين الي منازلهم, و السبب في هذا واضح تماما حيث ان مثل هذا الامر لم يحدث لي مرة واحدة اثناء عودتي بمفردي
لقد كنت اركب الدراجة و خلفي تجلس يوكو تسوكيموري
لقد كانت هذه اللحظة من اللحظات التي تستحق ان تندرج تحت اسم ذكيات المراهقة العذبة , كان من المفترض لي في هذه الفترة من الحياة ان افتخر بنفسي علي حدث كهذا يحسدني الناس عليه
حتي لا اكذب عليكم , لقد كنت فخورا كفاية لاشعر باحساس من الرفعة , مؤمنا بانه لا أحد غيري قد يجلس علي مقعد دراجته احد بمثل نبل من تجلس خلفي
حسنا , لقد استمر هذا الأمر للفترة القصيرة التي نسيت فيها تماما عن شخصيتها المزعجة و وصفة القتل
خلال الساعات القليلة القادمة سأتحول بالتأكيد الي لعبة تتسلي بها , لذا بجب علي ان اكون مستعدا نفسيا
لقد قبلت طلب تسوكيموري و السبب لذلك بسيط , الا و هو كوني مهتما بها
عدا ذلك اذ دعوت الامر بصفة من صفات او اختيار اخترته , الا انني استمتع كثيرا بمحادثاتي معها
أضف تعليق