جيككو : كوابيس سعيدة (2)

برقة دفعتني نحو الأريكة ثم مالت نحوي ...

ذلك المصباح الذي كان خلف تسوكيموري صنع هالة غامضة علي وجه تسوكيموري ....

لقد قامت بوضع رأسها علي كتفي و يديها علي صدري ___ وكأنها تستشعر نبضات قلبي ____ عنقها الأبيض النحيف كان مكشوفاً لعيني تماماً أسفل ذقني ..

و بينما أنا مسلوب القدرة علي الحديث همست هي في أذني  قائلة " رجاءاً , اريدك أن ."


لقد بدت كلماتها لي كحديث القديس المبهم ...


و بعد لحظة قامت بعض رقبة العارية المكشوفة ....

لقد جعل الشعور الناعم من شفتيها الحمراء الرقيقتين كتفاي يقفزا ...لم أكن يوماً قد اختبرت شعوراً كهذا مطلقاً.... الأمر شبيه بالدغدغة لكنه يعد مختلفاً....

لقد كان جسدي علي الوشك الخروج عن السيطرة , و في محاولتي لدفعها قمت بوضع يدي بيننا و دفعت نحو الأعلي ...

غير راضية بأن نبتعد...

لقد قاومت و ثنت جسدها ....

لكن الأمر انتهي بيدي التي كنت أقاوم بها تمر برفق بصدرها اللين مداعباً جوابها الناعمة لأفقدها بعدها في فضاء فارغ...

في تلك اللحظة تفوهت تسوكيموري بأنين و أخذت تقاومني  و هي تدفعني إلي الأسفل ...

لقد كانت تتحطم ...

عقلانيتي كانت تتحطم برد فعلها غير المتوقع ذاك ...

الان لقد سمحت لغرائزي بتولي السيطرة علي جسدي , قمت بتبديل الأدوار و جلست قبالتها مباعداً بين ساقي ثمقمت بوضع أحدي يدي علي رقبتها البيضاء المكشوفة ثم قمت بتمشيط شفتاها الخمريتين باصبعي مستنشقاً عطرها الزهري الكثيف ثم قمت بتقبيل ترقوتها (1) ثم وضع ركبتي بين فخذيها ....

لقد كانت ردات فعلها لحركاتي مثالية ....

لقد كنت مدركاً من حقيقة أن الدم السائر في أوردتي الان منتشي باللذة....


حالياًــــــــــــــــــــــــــــــــــ يوكو تسوكيموري تحت سيطرتي....




ذلك الشعور اللذيذ كان يفوق المعتاد بمراحل ... و حتي أنا المتحرك بالمبادئ و القوانين سأحب أن أصرخ بما تخبرني به مشاعري ....

و بينما أحاول بقوة عدم التسرع اتمريت في مداعبة تسوكيموري ...

لقد أردت تلك اللذة أن تستمر لأطول ما يمكن ....

و مع ذلك صدمتني فجأة صاعقة جعلت من قلبي علي وشكك ان يتوقف ...

لقد لاحظت رد فعلها الغريب


" ـــــــــــ أنتِ ترتعشين "

و لمرات عديدة أخذت تسوكيموري تطرف بعينيها التي فقدت وعيها في شغف

" ....أنا ؟ " لقد سألتني بشفتين متحركتين برقة و صوت ملئ بالحرارة...

هي نفسها لم تكن علي علم بالأمر و لكن جسدها كان يرتعش كله...

مشاعر الذنب التي دفعتها إلي الجانب بعدما هربت عقلانيتي من النافذة أخذت فجأة بالظهور داخلي مجدداً...

"...نحن لا يجب علينا أن نقوم بهذا , دعينا نتوقف " قلتها و أنا أنهض

" رجفة " تسوكيموري كانت تبدو لي كما " الأعتراض "

بالتأكيد انا لم اتوقف لكوني شخص صالح لكنني علي الناحية الأخري لا أستمتع بإخضاع الفتيات ضد رغبتهن إرضاءاً لنفسي...

لقد كنت خائفا ً و صريحاً و بسيط ... خائف من تحمل خطيئة في حقها لا يمكن غفرانها....

لازالت تسوكيموري جاسة علي الاريكة ناظرة إلي بعينين متسائلتين , وراء ملابسها المجعدة يمكنني رؤية بشرتها البيضاء لأبعد ناظري عنها تلقائياً...

" لماذا؟! ألم أخبرك أنه لا بأس ؟! "


" لكنك ترتجفين ؟! "
" هذا بسب الحماسة "

" أنا لا أعتقد هذا "

" حقاً ! "

و في اللحظة التالية قالت تسوكيموري شيئاً لم أكن لأصدقه...



" فبعد كل شئ هذه هي مرتي الأولي ! "



ثم اردفت " لذا لا يسعني شئ "


لا تعليق

لقد دفعتها جانباً ثم وقفت و كأني أتراجع إلي الخلف...

" لماذا ؟! " لقد صرخت محولاً دهشتي إلي كلمة واحدة انطقها ...هذا و هو كل ما أمكنني القيام به 

" الجميع لهم مرة أولي " جاوبتني تسوكيموري بأعين صافية تليق بالفتيات

" و لكن أهكذا تمرين بها "

" هذا يختلف من كل شخص لأخر "


" ...افعلي ما شئت طالما كان شأنك , لكن هذه المرة نححن نتحدث عني الذي كان سيكون شريكك , اتفهميني ؟ "

" اجل أنت محق , أنا لا أعرف إن كنت قادرة علي إرضائك بما أنها مرتي الأولي ...." لقد كانت كلماتها تحمل القلق في طياتها

لا بد و أنها تمزح 

" آاه , و لكني أكيدة أنني سأطور مهارات ممتازة كلما قمنا بها  , انت تدرك اني سريعة في التعلم سواء كان الأمر في المرسة أو العمل "


و مع ذلك بدت لي تسوكيموري جادة جداً

" هذه ليست المشكلة هنا ! "

متي كانت المرة الأخيرة التي كنت فيها منفعل هكذا ؟ لا يمكنني التذكر , تسوكيموري شكراً جزيلاً لكِ علي هذه التجربة الفريدة...


" لماذا أنتِ دائماً....متهورة ؟ "

" أنا متفاجئة بدوري "

" لا تتصرفي و كأن الأمر لا يعنيك "

" شخص ما قال ذات مرة أن الفتاة الواقعة في الحب لا تقهر , ربما يوجد بهذه المقولة شئ من الحقيقة اكثر مما ظننت , فحقاً أنا أشعر بنفسي قادرة علي فعل أي شئ الأن "

لقد كانت تومأ تأكيداً لكلامها


" رجاءاً لا تفكري فقط في نفسك ...... " لقد قلتها ثم تنهدت تنهيدة طويلة  " ما الذي حدث للشائعات حولك ؟ ألم تواعدي العديد من الفتيان بالفعل ؟ "

ليس و كانني صدقتها من الوهلة الأولي....

فتاة كتسوكيموري لابد و أنه قد سنحت لها العديد من الفرص لـ"تفقدها" في حياتها.أليست هي تعبث معي فحسب؟ 

" ... أنا لا أريد إخبارك " ثم أبعدت نظرها من علي 

" أليس الأمر أنه لا يمكنك أن تقولي هذا بعدما استدرجتني إلي هذا الموضع ؟ أنا لي الحق في المعرفة "

" أنا لا أكترث "

" لا تكوني طفلة "

" أراهنك أنك تراني كعاهرة ! "
قالتها تسوكيموري زامة شفتيها ...

حديثها معي الان يبدو كفتاة ناضجة علي غرار ما هي تسوكيموري في الحقيقة , أين ذهبت تلك الفتاة الخلابة التي قامت بإغوائي تواً ؟

" حسناً! أنا لن أسألك مججداً إن لم تنوي الإجابة "


لقد ظننت أنه لا نفع من سؤالها في حالة العناد التي تلبستها تلك ....

" ...أتريدني مني حقاً أن أخبرك ؟ "


" ... و الذي أفضل أن يكون الأن ! "

يا إله السموات , دائماً ما كانت أفعالها صعبة التنبؤ.....

لقد أخذت تسوكيموري نفساً عميقاً ثم صفت ذهنها ....


" ساكون صريحة معك , لقد واعدت العديد من الفتيان "



" كما توقعت "


" مهلاً هذا ليس لطيفاً , دعني اطمأنك أنه لربما أني قد خرجت مع العديد من الفتيان لكن لا أحد منهم قد لمسني كما فعلت , صدقاً "


" اتريدين مني تصديق هذا ؟ "


" لقد كانوا كلهم أشخاص لطفاء و طيبين و قد أحبوني بالفعل "



" ....جيد لكِ ...."


" لكن في كل مرة كان هناك شئ غريب في الأمر , بطريقة ما أشعر أن لا أحد منهم هو رفيقي المقدر " لقد اخبرتني بأعين موجهة إلي الأسفل بشكل طفيف , ضائعة في الذكريات 


" إذاً لمَ أنا ؟ "

" لأنك بدوت مختلفاً عن الأخرين ! في البداية لقد كان حدساً بلا أي دليل , بالطبع للوهلة الأولي أردت أن أواعدك بلا أي تفكير عميق  في الأمر كما اعتدت أن أفعل مع الأخرين لأن جعل أحدهم يواعدني كان أمراً يسيراً "


" بالتأكيد هذا شئ لا يمكن لشخص في مثل سني أن يقوله , بالله عليكِ , كم عمرك ؟ ! "
يبدو ان تسوكيموري قد وجدت أسلوبي الفاتر مثيراً للضحك , هذا ما بدا عليه الأمر و هي تضحك ....

" لكنني لم اتخيل أن تقوم برفضي "

" اسف جداً لأن تصرفاتي لم تكن من ضمن توقعاتك "
" كلا ! بل بفضل هذا الأمر قد جنيت دفعة مفاجئة من الحماسة , لذا النتيجة لا زالت جيدة "

" ...أعتقد أن هذه هي سنة الحياة أعتقد أنها لا تسير وفقما تريدين "

لقد كانت لفرحة غنتصار تسوكيموري تأثيراً مغاير علي مزاجي , فقد جعلتني أتذكر أن أي شئ أقوم به ناحيتها دائماً ما يرتد علي 


" بالفعل.....أنا أتساءل حقاً لما لا تسير الامور كما تريدها في الحياة "

هذه المرة كان أنا من لم يتملك نفسه من الضحك بعد رؤيتها تقول هذا بطريقة جدية...

" إذا أنت دوناً عن الناس كلهم لم تحصلي علي ما ترغبين فبالتالي سيكون مصيرنا نحن العامة أن نصطدم بالحائط "

لقد بدت مخاوف شخص يملك كل شئ في الحياة لي سخيفة إلي أقصي حد.... 
  

" حقاً , كلكم تبالغون في التقدير من شأني "

" من وجهة نظر محايدة أقول لك أنكِ تستحقين أن يبالغ في تقدير شأنك "

" إذاً حينها أخبرني لماذا لا أستطيع أن أجعلك لي ؟ "

لقد أخذت تنظر شزراً إلي عيني و كأنها تسترق النظر علي ما في قلبي..


" .... و من يعلم ؟ إنه لغز بالنسبة لي أيضاً " لقد أجبتها بغموض متجنباً عيناها , لسبب واضح لا يمكنني إخبارها أبداً أنه بسبب وصفة القتل التي لا تفارق بالي

" لئيم."

" ادعوني بما شئتِ "

" لكنني معجبة بك علي أي حال, نونوميا - كُن  حتي و غن كنت لئيماً و قاسياً معي "  قالتها تسوكيموري و هي تضحك و تملس علي شعرها , لقد كان أسلوبها رائعاً  "  كيف يمكنني تفسير هذا ...؟ إنه من الممتع كثيراً الحديث معك "


إنها تختار كلماتها بعناية فائقة مما جعلني ادرك أنها تبذل أقصي ما بوسعها لتوصل مشاعرها إلي ...

" يمكنك القول أننا ....نحاول أن نغلب أحدنا الأخر ؟  أنا اتحمس كثيراً لمحادثتنا سوية حيث تشعرني بالحماسة و المتعة لأن ما يقال تالياً غير متوقع , أنا فقط لا استطيع أن أكتفي من الحديث معك "

كلماتها اسكتتني و جعلتني أحدق فيها , قد صدمتني المفاجأة بعد أن علمت ان أفكارنا هي واحدة..

التعاطف القوي يمكن له أن يتحول بسهولة إلي شعور بالقرب.

بالفعل , ففي هذه اللحظة صارت يوكو تسوكيموري فتاة قريبة مميزة بالنسبة لي .






" عندما تخيلت كيف لكل يوم أن يكون حماسياً إذ واعدتك , ادركت أنه لابد أنك أنت هو رفيقي المقدر لذا لم أحتج إلي التردد  فأنت الشخص الذي اعتبرتك أنا مقدراً لي ; لهذا أردتك أن تكون مرتي الأولي "

و لزيادة الطين بلة بعدما صرت مدركاً بوجود يوكو تسوكيموري .... بدت لي أكثر الأن أكثر جاذبية من اي وقت مضي , لقد سمعت من قبل أن الشخصية البشرية تقوم بتفعيل خاصية تعمل كمرشح للذهن مما يجعله يري فقط ما تريد النفس أن تري.....


" أنا لم أكن أعلم قط أني جريئة هكذا "


" و أنا أتمني أني لم أعلم أنكِ ذات لسان بليغ "

لقد قمت بتحريك كتفي علي مدي واسع فقط للعرض و لم تحمل أي معني من الاستهجان , الأن أنا لم أكن ذلك الشخص الذي يتمتع برباطة جأش فوية بل النقيض تماماً....لقد كنت مضطرباً ..يمكنك القول أني كنت أعاني من كيفية التعامل مع هذا التغيير الجذري المفاجئ في مشاعري....

لقد كنت سابقاً أتعامل مع أي موقفاً متعلق بتسوكيموري بموضوعية بأقصي ما لدي حتي أستطيع الوقوف أمام هذه الهالة الساحرة التي تمتلكها تسوكيموري  و إلا انتهي بي الحال واقعاً في سحرها كحال الأخرين ....

لم اكن قادراً علي البقاء راسخاً خاصةً بعدما تقدمت ذاتي إلي الساحة بجوار الموضوعية  , لقد اخبرتني غرائزي الصاحية ان أقطف الفاكهة الضعيفة التي هي أمامي الأن ....

" أنا مغادر "

جدياً يجب علي أن أغادر هذه المرة و غلا أنتهي بي الأمر مشمئزاً من نفسي

" ألا تريد أن تتفقد الامر ؟ "

لقد جاءني صوت تسوكيموري من الخلف بينما كنت أسير نحو باب حجرة المعيشة

" اتفقد ماذا ؟ "


" ـــــــ سواء هذه هي مرتي الأولي أم لا "

لقد كان هنالك جافع قوي يدعونني إلي الألتفاف لكني اخترت أن أظل علي طريقي.

بالتأكيد كانت ستريني ابتسامة شيطانية تدمر بها ما جنيته من عزيمة مفاجئة.

" رجاءاً إنسي ما حدث اليوم  , أنا لم أكن نفسي "

 ثم أعلنت تسوكيموري " انا لا أريد "


" إنه لمصلحتنا المشتركة "

" إنها ذكري غالية عن " الرفيق المقدر " الذي وجدته "


" أنا مدهوش من قدرتك علي إستخدام هذه العبارة بلا أي تفكير مسبق , رجاءاً قوليها مجدداً بعد عشر سنين "

" أنا لا أستخدمها عفوياً , ألا تعلم ان كل فتاة تبحث عن رفيقها منذ الحظة التي تولد فيها  ؟"


" حسناً , لك شفقتي علي كل المصاعب "


و بطلقة الوداع تلك فتحت الباب ليأتيني صوت خطوات متجهة نحوي صادر من الأرضية

" هل أنت حقاً ستتركني ؟  "

...لا فائدة لمثل هذه الكلمات الوحيدة.

" بالطبع "

" حتي و أنا أريدك أن تظل معي بشدة ؟ "

....لا فائدة لمثل هذه الكلمات الضعيفة.

" حسناً , أنا أود الوذهاب للمنزل بأقصي سرعة ممكنة ."

" نونوميا-كُن من الصعب حقاً التعامل معك " ثم تنهدت.

عفوياً التفت خلفي محدقاً فيها ثم قلت " أنتِ أخر من أريد أن أسمع منه مثل هذه الكلمات . "

ضحكت تسوكيموري من قلبها بعدما رأت موقفي العنيد.

....رجاءاً دعيني أرحل .

" وداعاً."

" اراك قريباً ."


و علي الرغم من صدمي للأرض بقدمي تعبيراً عن مزاجي السئ صُدف و إن رأيت تلويحة وداعها الحزينة الضعيفة ....

سأكون كاذباً إن قلت أني لم أشعر بشئ حينما كنت أغلق باب المنزل الأمامي .


______________________________________________________________

السابق

المحتويات

التالي

ليست هناك تعليقات