الفصل التاسع: تردد



الفصل التاسع

تردد.

مما أثار دهشتي أنه ما تواجد في اعين زملائي لم يكن مجرد شفقة نحو الفتاة المسكينة بل أيضاً شعور بالغيرة من رفاقهم .
بمجرد ان وصلت يوكو تسوكيموري بعد غياب طويل تزاحم حولها الجميع و سرعان ما بات الامر شبيه بجدار حصن بُني أمامها .
" آنت بخير يوكو -سان ؟ هل تشعرين بالتعب ؟ أخبريني رجاءً إن كان شئ بمقدوري فعله فلن أتردد"
" شكراً لك شيزورو حقاً أشعر بالأرتياح بعدما رأيت وجهك اللطيف , ياليتني جئت إلى المدرسة مُنذ فترة ." قالتها تسوكيموري و هي ترسم علي شفتين قرمزيتين ابتسامة عذبة و تربت علي وجنتي أوسامي ثم نظرت لمن حولها و قالت " جزيل شكري لكم جميعاً ...حقاً لا أستطيع أن أوفيكم حقكم , كم أنا محظوظة لحصولي علي رفاق مثلكم ."
ثم أغلقت عينيها و هي لا تزال محتفظة بابتسامتها ثم وضعت يدها علي خصرها الممشوق.
محفزين بالمشاعر الصادقة التي شهدتها اعينهم تواً .....وضع الجميع ابتسامات حمقاء ثم اومؤوا .
لقد كدت أزمجر بمجرد أن رأيت كاموجاوا و رفاقه من ضمن لحشد مع أنبل الملامح التي لا يمكن لها أن تليق بهم .
لقد كان رفاقي يسعون ليكونوا من يواسوا تسوكيموري الحزينة لكن في النهاية ماحدث كان العكس . إن التقط احدهم صورة لهذا المشهد و أخبرني أنها تسوكيموري من يواسي زملاءها الذين قد سقطوا للحزن فلن أكذبه .
بصياغة مغايرة يمكن القول ان تسوكيموري علي ما يرام بدون أي شفقة لزجة .
إن ندرة تسوكيموري لا تظهر علي حقيقتها إلا أنْ كانت ضمن حشد كهذا .
علي الرغم من ارتداء الجميع لنفس الزي و تشابههم في المرحلة العمرية إلا أنها تتميز عنهم جميعاً فهي شبيهة بالقمر البارز في أحلك الليالي ظلمة : منيرة و نبيلة .
و بينما لم أتمكن من إقتحام هذا الحصن الذي يفصل بينهم صرت " مزارع أ " الذي يحدق في الأميرة من علي بعد.
لكن بين فينة و أخري ...تتلاقي عينانا .
لا يسعني إنكار عدم رغبتي في طلبية مطالب نظراتها المستغيثة من هذا الحشد لكن لا يمكنني القيام بإمر كهذا فيمكن ان يكون هذا محض سوء فهم مني مما سيجعلني ابدو غبياً و إن كانت ظنوني في محلها فهو امر مستحيل بالنسبة لشخص مثلي أن يقوم بفعلٍ يستلك الكثير من الطاقة فشخص مثلي لن يشتري اخلاق الفرسان بقرش, و لهذا تسللت بعيداً عن هذه الحجرة المكتظة و قمت بتلبية دوري كمزارع و اكتفيت بمراقبة السحاب من نافذة الرواق إلي أن تبدأ الفترة الأولى .


خلال الاستراحات ......لم يتغير الامر .


لم يستغرق الوقت دهراً لأدرك أني لن اكون قادراً علي الحديث معها في المدرسة علي الاطلاق لذا قررت ان أمضي استراحتي ايضاً في الرواق الهادئ بعيداً عن كل هذا الضجيج .
و بفضل تصرفاتي ادركت تسوكيموري أنه من الأفضل لها ان تراسلني عن طريق كتابة ما تريد علي وريقة صغيرة ثم قامت باعطائها لي عند مرورها بجواري كي لا يدرك احد من رفاقنا .
عند انتهاء الدوام كان بحوزتي خمس من هذه الاوراق .
لقد قمت بفتحهم طبقاً للترتيب الذي حصلت عليهم به .
" لما لم تساعدني ؟ "
" ألا تعرف ما أشعر به ؟"
" مر وقت طويل مُنذ آخر حديث بيننا "
" اعتقد اني سانتظرك في المكتبة وقت استراحة الغداء "
" لقد نسيت كم أنت بارد القلب "
لقد أدركت ان مراسلتي كانت تمكن أن تفي بالغرض , لذا شعرت بالكبرياء و العزة من كل هذا .
بالمناسبة لقد امضيت استراحة الغداء نائماً ففي كل الاحول ساكون مضطراً أن اتعامل معها في العمل بعد انتهاء الدوام .
بالإضافة لهذا .. لقد كان هناك ورقة اخري لم تقم بإعطائي إياها بعد بالحكم علي النمط الذي استخدمته .  رسالة "ما بعد الدوام " . لقد حفظت في عقلي ان أقوم برد فعل عليها .
و كما هو متوقع ...لقد قامت بإلقاء قطعة من الورق علي منضدتي و هي تمر بجواري ملقية التحية علي زملاءنا مع ابتسامتها العذبة المميزة .
لقد تمكنت ابتسامة من الهروب مني و أنا اقرأ الرسالة الفوضوية . لقد كان طلباً لا يسعني رفضه لذا سرعان ما اخذت حاجياتي و خرجت .
" لقد أتعبني هذا اليوم . لا اريد السير إلي العمل لذا قم بتوصيلي بدراجتك و أعدك أن اسامحك علي تصرفاتك هذا اليوم نظير خدمتك ."
كما يبدو أنه ليس سهلاً أن تكون محل الانظار دائماً , إن مجرد المشاهدة لكل هذا قد اثار إرهاقي فما بالك بإرهاقها .
و بما انني أشعر بالراحة بعد أن تمكنت من جعل الأميرة تظهر بعضاً من الضعف حتي و إن كان علي ورق قمت بتلبية طلبها و منحها ما تريد .
عندما غادرت المدرسة و هذه الأفكار تتارجح في رأسي رأيت رجلاً طويل القامة ينتظرني عند البوابة الامامية .
لقد لمحني تلقائياً و أشار إلي أن آتي إلي حيث كان "مختبئاً " في ظل البوابة .
كان بمقدوري أن أدعي عدم الرؤية فهو شخص لن يسمح لي بتجاهله .
أخرجت هاتفي بسرعة ثم قمت بإرسال الرسالة . لقد أعلمت تسوكيموري أن لن اتمكن من مرافقتها إلي المقهي .
لم أرد إدخاله في هذا الامر ليس من منطلق البطولة بل لأني اعتبرته شاناً خاصاً .
لحظات و جاء الجواب .
" أنا لا اكترث لأمرك بعد الأن ! "

يا لها من سرعة ! 
يمكنني تخيلها و هي تضغط علي ماتيح هاتفها بسخط شديد .
علي الرغم من أنني شعرت بالقليل من الحزن و أنا اتأمل السماء الزرقاء إلا انني اضطررت إلي الاعتراف بأنها غلطتي ثم استسلمت . فحقيقة الامر هي أنها أنا من كان يتفاداها طوال اليوم .
لا لسبب خاص .

فقط أنا لم أرد أن اكون واحداً من ضمن كثيرين .
"يو! لنجلس في سيارتي عوضاً عن الوقوف هنا "
لقد كان مزاجه جيداً كما العادة .
" ماذا تريد مني هذه المرة ؟ "
و لهذا السبب رددت عليه بنبرات جافة.
" أيجب عليّ إخبارك ؟ "
 أجل , يجب عليّ الذهاب إلي العمل لهذا ساجد نفسي مضطراً إلي ان أرفض طلبك إنْ كانت ثرثرة عديمة الفائدة ."
" همم... حسناً يمكنني ان اخبرك هنا لكنها في الحقيقة أشياء سيئة لا تقال عند بوابات المدرسة لذا أمازلت تريد أن تعرف ؟  " قالها ضاغطاً عليّ بحاجب منعقد سامحاً لي أن أغرق في نظرات الطلاب المندهشة .
"..فقط لنذهب , هيا بنا ."
" شكراً لموافقتك الجاهزة ! حقاً لحسن حظي عملي معك نونوميا -كُن ."
لقد ارتأيت ان البقاء هنا لن يفعل إلا أن يولد الشائعات السيئة عني لهذا تبعته بعيداً عن المدرسة .
لقد كانت سيارته تقف في زقاق قريب من المدرسة , سيارة رياضية حمراء اللون تناسب شخصيته .
" أليست رائعة ؟ ألا يبدو الأمر غامضاً أنني فضلت عنوةً سيارة من نوع أودي علي الفيراري و البورش ؟ لك حرية التفكير في ان راتبي كموظف حكومي لم يسمح لي إلا بشراء هذه السيارة لكن لا تخبرني بأفكارك رجاءً ."
" ألا بأس بالنسبة لمحقق أن يضع سيارته في الشارع . "
" لا بأس فأنا محقق في الشرطة لذا فرضاً أنني قد حصلت علي مخالفة جراء وقوف خاطئ حينها ساتمكن من استخدام سلطتي لأتخلص من سوء الفهم البسيط ."
" يا له من عالم فاسد "
" اتساءل من جعله هكذا ."
"أنت تعلم بحقيقة الامر في أعماقك . "
" أوه , يا لها من فلسفة . عميقة جداً بالنسبة معي لذا أصعد و لننتهي . "
تعابير الوجه غير المكترثة و هو يتظاهر بالغباء قد لاءمته حقاً .  و حيث أنه يجب عليّ الاعتراف بالامر , لم يكن لدي اي فرصة غير الاستسلام و الصعود معه .
"ـــــــــ مُنذ يومين فسرت لي ما حدث يوم اختفت و الدة تسوكيموري , اتذكر ؟ في ذلك المطعم . "
" أجل "
في اللحظة التي جلست فيها علي كرسي المسافر بدا كونان يتحدث بعفوية خالصة .
السلطة المنبعثة منه جعلت الهواء المتواجد في السيارة ينضغط في محض ثوانٍ مرسلاً الجو المسالم بعيداً .
" في الحقيقة لقد أعدت التفكير في الامر كثيراً و وجدت ان هناك شئ ناقص في الامر . "
قالها ثم قام بفتح النافذة و من ثم أشعل سيجارة من جيب صدره.
" بالاخذ في الحسبان المكالمة التي جاءتها من محل عمل والدتها , إن سألتني عن الامر فسأقول أن توقيت المكالمة كان جيداً جداً , ألا تظن أن يوكو - سان قد تأكدت من أن تاتيها المكالمة و هي برفقتك ؟ "  ثم نفخ بعض الدخان خارج النافذة و أكمل " ألا تظن الأمر غريباً أن هاتفها قد رن حينما تعلقت بك ؟ "
ليصحو مشهد تلك الليلة الماطرة عند مفترق الطرق- تلك المظلة الملونة .
" كيف قد تجعلهم يخاطبوها في توقيت كهذا ؟ "
لا يمكنني أن أنكر أن التوقيت قد جذب انتباهي . لكن السؤال هو كيف تجعل شخص أن يقوم بمكالمتك في توقيت مثالي كهذا ؟
"من المحتمل أنها قد تركت رقم هاتفها في سجل مكالماتهم قبل معانقتك مباشرةً ؟ "
لقد كانت حالة طارئة .
" لربما بسبب مدى أهمية الأمر أنهم قد اتصلوا بها أكثر من مرة ريثما كنت في العمل ؟ "
بالنسبة لمدرسة طهو حينما يختفي أحد معلميهم بلا توفر أي وسيلة للاتصال به، سيقومون بالاتصال بأي رقم سيجدونه حتي و إن كان مجهولاً .
" لكن لا أحد قد يدرك ان تلقت مكالمة أم لا إلا إن كنتم قريبين من بعضكم " ثم أخذ يبتسم و أكمل " مثلاً قل أنكم كنتم تتعانقون "
ثم تذكرت ما حدث ليلتها , الاهتزازات التي شعرت بها من خلال صدرها الجاثم علي صدري .
" ...بالفعل , لقد كان هاتفها في وضع صامت .."
" هذا بالظبط ما قصدته , بالطبع لا يجب أن تنسي أننا نتعامل مع يوكو - سان و أنه من المحتمل أنه لم يكن هناك أي مكالمة من الأساس و أنها كانت تدعي ذلك . "
" تمثيل ؟ "
" أسبق و أن سمعت يوماً عن خاصية المنبه ؟ "
" بالطبع ! أتخالني - " لقد أخذت أتحدث لكن سرعان ما توقفت مدركاً ما كان يقصده .
أكمل كونان قائلاً " لا تهتز الهواتف أثناء المكالمات فحسب , مؤخراً باتت المنبهات أفضل مما سبق يمكن للهاتف أن يهتز إلي أن تختار عملية ما للقيام بها . "
" ايمكنها حقاً فعل هذا ؟ " تساءلتُ سواء أمكنها أم لا والكثير من علامات الاستفهام تحلق في رأسي لكن بالأخذ في الاعتبار احتمالية إن كان ممكناً أم لا فسيكون لديك اجابة حتمية .
" لا يسعك التأكد إن كانت هي أم لا ؟ "
لا يمكنني أن أنكر الأمر , لقد كنت أكيداً أنها تقدر أن تقوم بالأمر .
" حسناً لا يمكننا أن نوقن إن كانت تدعي أم لا فتفسيرك للأمر عشوائي لكن علي أي حال هذا ليس بالأمر المؤكد فلا يهم ان تناسيته , فلا أحد يعلم ما هي نيتها الحقيقية "
"نيتها الحقيقية ...؟"
لقد ظل كونان صامتاً يترقب كلماتي التالية , ربما لأنه قد رأني أفكر في شئ ما .
هدفها الرئيس في تلك الليلة الذي قد يدفعها إلي أن تدعي أمر تلك لمكالمة هو ــــــــــــ
"ــــــــــــــــــــــــــــ أن تخدعني في الذهاب لمنزلها . "
قام بعده كونان بتصفيق يديه معاً قائلاً " بينجو ! سيصبح كل شئ ذا معنى إن كان هدفها جعلك ترافقها إلي منزلها , فإن حدث الأمر لأي شخص أخر لن يتركه الاخرون وحيداً و هو امر ستقوم بفعله شخصية بمثل برودك فحتى أنت انتهي بك المطاف في منزلها . "
لقد أعدت التفكير في أحداث تلك الليلة بعد ما قاله كونان من أحداث .
ـــــــــ الأمر شبيه بمبني محطم أثعيد بناءه من جديد و المبني الجديد يتميز بشكل مختلف عن سابقه .
و بينما يسحق سيجارته في المرمدة قال "أعتقد أنك فهمتها , لقد كلفتك بمهمة اكتشاف رسالة الانتحار ."
لتمر رعشة باردة في ظهري.
إن كان كونان علي صواب فكل ما حدث في تلك الليلة كان سيناريو أعدته تسوكيموري نفسها .
" هناك جانب أخر في هذه الحكاية , أتتذكر أول ما قامت به حين وصلتم إلي المنزل و هو جلب المنشفة لك " ثم حدق في بنظرات حادة و قال " ألا ترى أنه من الغريب أن يكون أو ما فعلته إحضار منشفة " لك فضلاً عن " البحث عن أمها "
بعد وصلوي لفكرة أن يوكو تسوكيموي لم تقتل أحداً كان علي أن ارفض أي آراء يقولهابغض النظر هما بُنيت عليه .
" بالفعل لديك وجهة نظر , لكن لا تنسي أيضاً انه أنا الغريب الذي لم يزر منزلها سوي مرتين تمكن من معرفة عدم وجود احد بالمنزل من قبل أن تطأ قدمي إياه , هنا أقول لك أنها كانت قادرة علي استيعاب الموقف مثلي ."
علي أي حال , لقد كنت مندهشاً بما توصل إليه من استنتاجات .
" اتعني أنها توصلت إلي أن أمها قد لم تكن في النزل من قبل أن تدخلوا إليه ؟ "
أومأت له أي نعم .
" لا أظن هذا " ثم ابتسم ابتسامة غامضة قائلاً " لكنني بالغ خبير في شؤون العالم، لا، لا يسعني التفكير بطريقة مباشرة مثلك . "
بعدما رايت كيف تمكن من استنتاج كل هذا بالمعلومات القليلة التي أعطيتها له زاد إنبهاري به فحقاً يستحق لقب المفتش .
حتي أني وجدت نفسي متشوقاً لـ ....
" ما أقصده أن أمها قد كانت ميته حين وصلتم و أنها لم ترد أن تبحث عنها حتي لا تدمر ما بنته بتصرفاتها من إدعاء حتي هذه اللحظة "
"...ثم ؟ "
لقد كانت حشرجة أكثر منها صوتاً .
 " ما تريد بلوغه هو ؟ "
لقد كنت أعلم ما كان سيقوله كونان .
في اللحظة التي أشحت فيها ناظري عنه - امتدت يده الطويلة لتصطدم بمقعد السيارة مباشرة بجانبي .
" أكنت تفكر في الامر ؟ إذاً سأكون صريحاً معك..."
ملامحه القاسية كانت في مواجهة مباشرة معي .  لقد أمال ناحيتي لتنبعث منها رائحة دخان سجائر قوية .

"...تلك الفتاة يوكو تسوكيموي قد قتلت أمها . "

بعدما قام بإعلانه تحركت نظراته نحو النافذة الامامية .
متبعاً عيناه نظرت للأمام ..بعيداً عن الزقاق كان الشارع الرئيسي الذي يسلكه الطلاب في أسراب ذاهبين إلي منازلهم،
لكن شخص واحد منهم منفصل عن الجمع قام بالتوقف أمام الزقاق .
لقد كان ذا ظل نحيل و شعر طويل , و بسبب إضاءة الشارع المصتدمة بظهره لم أتمكن من تبين وجهه لكن ما امكنني تبينه هو أن هذه الطالبة تنظر ناحيتنا .
لم تأتي ناحيتنا و لم تنصرف بل ظلت تحدق فينا من بعيد و لوجودها بمفرده ضغط قوي أثار أعصابي .
لقد دفنت نفسي في مقعدي ثم طلبت من كونان " ...رجاءً أخرجنا من هنا . "
"آنت متأكد ؟ " سألني كونان و هو يحدق في النافذة الامامية .
" اجل " في حين أجاب بهمهمة مكتومة .
في اللحظة التالية قام بتغيير السرعات ليعود إلي الوراء بسرعة لنجد أنفسنا فجأة في الشارع الرئيسي المقابل للفتاة .
خلال هذا الوقت لم يسعني القيام بشئ غير ضم قبضتي .
لم يقل كونان شيئاً , لكن حينما اقتربنا من إشارة حمراء قال و كأنما ينتظر الوقت المناسب
" بالطبع لست مضطراً لإخبارك بمدي سهولة تلفيق مثل تلك الملاحظة التي تركتها أمها ؟ "
أومأت على كلامه . إيماة هي كل ما أقدر عليه خوفاً فقد خارت قوايا تماماً و بت لا غير متيقن عما سأقوله إن فتحت فمي .
" هي فتاة ذكية , أدركت أن الشكوك ستدور حولها إن كان من اكتشف الملحوظة هي ولا أحد غيرها , لكنك قمت بعمل رائع عوضاً عنها "
ثم ضغط علي أسناني .
" و كونها جزء من العائلة فأظن أنها لم تجد عائقاً في قتلها , فكان من السهل إستدراجها إلي تلك الحديقة أعلى التل و دفعها من هناك . "
لقد كنت مكوراً قبضتاي لدرجة أن بدأت تؤلمانني .
" لعبة أطفال بالنسبة لها ؟ "
لا تتحدث عنها هكذا ! أنت لا تعرفها مثلما أعرفها أنا - وجدت نفسي تصارعني كي تصرخ في وجهه بهذا السطر من الكلام.
ما كان يتملكني حينها لم يكن الجذع بلا غضب تام و لا يسعني أن أحتمل أحدهم يتحدث عنها هكذا كما لو كانت حديقتك التي دعس عليها أحد الغرباء.
ثم توقف كونان بالسيارة قائلاً " لقد وصلنا ."
نظرت للخارج لأجد أنه توقف في الشارع الرئيسي بالقرب من المقهي .
أومأت ناحيته " شكراً لك ."
في اللحظة التالية اعتلت وجهه نظرة عابثة ثم أرجع كتفيه للخلف كأمريكي .
" آسف لإجفالك , لكن من فترة لأخرى علي أن أريك أنني محقق شرطة "ثم ابتسم لكن لا شئ في ابتسامته ينم عن سعادة " و أيضاً لا أريد أن اجعلك تسيء فهمي أني سأسمح لك بإخفاء الاشياء عني للأبد " ثم سحبني نحوه من كتفي و قال " ....سيكون من دواعي سروري أن تتذكر بعض المعلومات المفيدة التي قد تساعدني .."
همساته أرسلت رعشات في جسدي بأسره , أظن أن شعور التعرض للتهديد بسكين علي الرقبة مماثل لهذا .
أبعدت ناظري لأكتشف انعكاس شخص في الزجاج.
لقد كان مراهقاً بتعابير وجه مخيفة ممسكاً بجيب سترته الأيسر -لقد كانت وصفة القتل .
لقد كانت الشئ الوحيد الذي يجب علي حمايته مهما كان الثمن .
لأنها الشئ الوحيد الذي يثبت أنني أتفوق علي كونان و أيضاً لأنها بطاقتي الرابحة في مجابهة تسوكيموري .
ناظراً نحو المقهي المظلم بعد ساعة الاغلاق لأجد ظلاً يقف صاحباً مباعداً ساقيه ضاماً يديه نحو صدره و هو يتأملني .
" أتشاجرتم ؟ " سألتني ميراي- سان و هي تتأملني بحاجبين معقودين .
"شجار ؟ من؟ مع من ؟ "
لم أكن أتظاهر بالغباء لكني حقاً لم أكن أعرف .
" آنت غبي ؟ أنت و تسوكيموري بالطبع ! "
" حقيقة لا أظنني غبياً ....لكن ما الذي يعطيكِ هذا الأنطباع ؟ "
" أنه لأمر واضح تماماً ! فالناظر إليكم سيعلم، إذ أنكم لم تتحادثوا مُنذ فترة "
"....حقاً ؟ "
ثم تذكرت ما حدث اثناء العمل
" لا يدهشني هذا فقد كنت مشغول البال "
أجل لقد كان بالي مستحوذاً من قبل كونان .
كلما تمعنت في الامر وجدت أنه لا يسعني الفوز عليه .
" علي أي حال طالما أنه ليس جديداً في ...."
" اعتراض !"
"مرفوض!"
لا شفقة ...

File:Gekkou-234.jpg
" دعيني أتحدث الان ! ألا تري انها تتصرف بغرابة و هي تتجنبني " ثم رفعت ذقنها و قالت " إذاً اعترفت ماذا فعلت لها ؟ "
كما المعتاد لقد كانت عنيدة في آراءها ..يا له من امر منعش .
" ألا يسعك أن تريني كالضحية هنا ؟ "
" أجل فأنا مع يوكو مهما حدث "
" يا له من عالم ظالم ! "
"هل لاحظت الان فقط؟ " ثم اردفت " إن العالم غير عادل البته و لولا هذا لما وجد رضى النفس , فإن كانت قواعد هذا العالم محض تراهات فلما علي أن أمارس دور القديس ؟ أنا أعيش بقواعدي ! "
إن أردت ان تعطي لكلمة "حب الذات " مجسماً فاستخدم هذه المرأة .
" أسلوب حياتي بسيط ! "
بالطبع فهو فعلاً بسيط.
لقد كانت تعيش على قاعدة واحدة : أن تفعل ما تشاء مهما قال الأخرون .
و لكنها لازالت تلعب الجيتار دون أن تجعل ضوضاء العالم تعيقها .
هناك مجموعة من الناس من ترى أمثالها بمنظور سئ و تكرههم . حتي الأن أنا أتفق معهم .
"...بالفعل بسيط جداً . أنا أشعر بالغيرة ."
و لدهشتي وجدت نفسي مقتنعاً بها .
مرأة مثلها هي من يمكنها أن تمسك الميكروفون بيد و بالأخرى أن ترفع الاصبع الاوسط للجماهير .
و حيث أنني من معجبيها فأقول " واحدة و اثنتين منها لن يضع للعالم نهاية ."
" حسناً , عليك الأعتذار الأن ."
" لكِ؟ " أدعيت الغباء في حين أنها ابتسمت مندهشة .
" احمق . لا فائدة من الاعتذار لي . بل عليك أن تعتذر لـ"الأميرة " التي لا تكف عن استراق النظر نحونا من فينة لاخري " قالتها الملكة بصوت عالٍ.
التفت حولي لأجد تسوكيموري تقف ناحية التسجيل  في المكان الذي لم يوجد به أحد مُنذ بدء الحديث , حينها تلاقت عينانا .
" لما عليه أن يعتذر ؟ فلم يحدث بيننا أي شجار علي الاطلاق " قالتها  و هي تقوم بترتيب المناديل فوق بعضها البعض .
" جلالتها تطلب ما يغايرك ! "
" فقط تأملها ألا تبدو لك غاضبة للغاية , لقد سئمت أن أكون وسيطاً بينكما لذا اذهب و أعتذر و أنهي الامر . "

" لا تقلقي ميراي-سان فأنا لست غاضبة علي الإطلاق  , فإن كنا أنا و نونوميا-كُن في شجار حينها يجب عليه أن يعتذر لا لشئ غير اقتناعه و لا شئ أفضل من مجرد كلمات فارغة يقولها إن لم يكن يشعر بالذنب " قالتها تسوكيموري دفعة واحدة .
"لا تقلق " "لست غاضبة علي الأطلاق " لقد كنت أشعر بالضيق من كذبات تسوكيموري الساخرة " إن أرادت قول شئ فعليها أن تكون واضحة , أليس كذلك ميراي-سان ؟ "
" و الأن ما رأيك ميراي-سان , لا يمكنك أن تدعيه شجار إن لم يكن على علم بما اقترفه "
" لن أعتذر ميراي-سان , هي فقط تتحمس من جراء كلامها "
" ميراي-سان دعينا لا نكترث بهذا الأحمق مجدداً "
ثم  فجأة قامت ميراي-سان بالعبث بشعرها بيديها الاثنتين و قالت
"آااااااااااااااااااااجه "....صرختها بكل ما أوتي لها من قوة
" سحقاً ! فلتصمتا إنكم تتعبون أعصابي "
أخذ المدير و ساروواتاري -سان يسترقون النظر من حجرة الطاقم ليعرفوا ما يجري .
" هذا حقاً! مزعج ! "
ثم قامت بخنقي بذارعها التي امتدت حول عنقي , الشعور الطري الذي لامس وجنتي جعلني أدرك أن بها شيئاً أنثوياً .
تجاهلت احتجاجاتي ثم توجهت نحوها قائلة "تعال إلي هنا ! "
حينما بلغت تسوكيموري قامت بمد يدها الحرة نحوها و فعلت بها مثل حالي .
مقبوض علينا من قبل ميراي-سان , اضطرر كلانا أن نواجه الاخر من مسافة قصيرة شئنا أم أبينا .
لم أرغب في رؤية وجه تسوكيموري علي الإطلاق لكن للأسف صدر ميراي-سان لم _علي نقيض شخصيتها _ لم يقم بحجب الرؤية عني .
سأضيف فقط لكم أنها لن تستمع يوماً إلي تعليقاتي خارجة من فمي .
" تعلمون ! أنني لست من النوع الصبور ! فقط انسيا كل شئ عن العمل و انقلعا "
" نونوميا اعتذر لها ! تسوكيموري اقبلي اعتذاره ! لا أعرف السبب الذي جعلكم تتخاصمون لكن عند وصولكم إلي المحطة أريد من كلاكما أن تكونا متصالحين . "
و قبل أن أدرك الأمر وجدت نفسي أتبادل النظرات مع تسوكيموري ثم نتنهدنا في تناغم .
" يا أنتم ! ماذا عن ردكم ؟ "
فبمواجهة هذا الوابل الغزير من الأوامر لم يكن بوسعنا فعل شئ غير أن نقول كلمة واحدة "...عُلم"
صرنا سويةً نحو المحطة في ذلك الزقاق الضيق التي لا ينير طريقنا فيه غير إضاءة المصابيح البيضاء .لقد كان الصمت ثالثنا , حين اقتربنا من الشارع الرئيسي رحبت بنا اضاءة مصابيح النيون الكثيرة و أخذت أعداد الناس في التزايد في علاقة طردية وع الأضاءة و هكذا الضوضاء.اضواء السيارة التي تمر بنا فتجعلنا نغرق في عالم أصفر , و علي مرمي منا صفارة سيارة أخذت تعوي في الليل ليرد عليها كلب نابحاً , مازلنا في صمتنا .
لقد كانت تسوكيموري هي أول من استسلم لهذا الجو القاتم .
توقفت ...
" لم تكن علي عادتك مؤخراً " في صلب الموضوع " أهناك ما يزعجك ؟ "
" اهذا ما يبدو عليّ ؟ " سألتها أنا .
ثم أمالت رأسها قليلاً قائلة " أهو بشأن كونان-سان ؟ "
لا أتذكر و إن تحدثت بخصوصه في وجودها ....
" لقد سمعت أنه قد جاء إلي المقهى في غيابي "
....لكنني اكتشفت أن هناك اشياء تعرفها بالفعل .
" طبقاً لميراي -سان أنتما الاثنان علي توافق تام كما لو كنتما متحابين ؟ "
ما الذي قالته ميراي-سان لها عنا ؟ تباً ليس و كأني أريد أن أعرف ....
"هذا ليس من شأنك" قلتها لها مباشرةً ...ثم أبعدت عنها ناظريّ.
لم اشا الحديث عن كونان معها .
"لكنها غير هذا ! "
لقد كنت مصمماً أن أنهي الأمر الخاص بكونان بدون تدخلها .
"لقد قلت لا شئ ! "
بالطبع هي لا علم لها أنني لا أريد أن أدفعها إلي هذا المستنقع .
" لا يسعني فقط تجهله ! " ثم باتت عينيها أكثر جدية " لاشئ فيك لا يُهمني ."
في عيني تسوكيموري الواسعتين , رأيت أنعكاس وجهه المنفر.
توقفي! لا تنظري ناحيتي بمثل هذه العيون !
و بينما أنا لا انتمي لأي موقف يسمح لي بالأعتراض علي اصرارها إلا أنني _و قد كنت من أراد أن يخفي مشاعره _ قد زدت من خطواتي ثم قلت في غضب
" أنا أكره النساء العنيدات ."
قد يكون أمراً قابلاً للغفران إن كان ادعاء لكن للاسف إنزعاجي قد طفي علي السطح .
حقيقةً , لقد كنت مضغوطاً مؤخراً , فمن جانب لا يسعني إحراز أي تقدم مع كونان و علي الناحية الأخري لا يسعني الخلاص من هذا العائق . و بالطبع قد كنت خائفاً من أن يكتشف عن وصفة القتل .
و فوق كل هذا , لقد شعرت بالضعف ناحيتها .
فجأة أمسكت تسوكيموي بذراعي من الخلف ثم قالت " تعال إلي هنا ! " و إلي كرسي حديقة قديم أجسلتني ثم ذهبت إلي ماكينة مياه غازية لتعود وفي يديها كانت تحمل زجاجتين .
بابتسامة علي شفتيها سألتني " أتحب هذه ؟ "
ثم أعطتني زجاجة برتقالية باردة رطبة , من دهشتي نسيت كل شئ عن إنزعاجي.
" إن تشاجرنا هنا الآن حتي و إن كانت ميراي-سان قد أخبرتنا أن نتصالح فلن أستطيع أن أواجهها غداً "
اختطفت العصير من يدها ثم فتحته و أخذت جرعة من ذلك المشروب البرتقالي  المنعش .
" ألا يسعنا أن نعتبر أنفسنا محظوظين لوجود أحدهم يعتني بنا ؟"
لقد قام المذاق الحامضي المنعش بالتقليل من استياءي قليلاً .
" كما قلت سابقاً ...أنا آسفة "
جلست تسوكيموري إلي جانبي " رجاءً سامحني " ثم ابتسمت و نهايات شعرها تتأرجح مع الريح " لقد حاولت أن أبدو مدللة قليلاً حيث أنك كنت تعاملني بجفاء مؤخراً "
ثم قربت وجهها مني بإعين براقة .
" رجاءً فلتأتي إلي منزلي مرة أخرى و أعدك أنني لن أقوم بشئ لا يعجبك مرة أخري مارأيك ؟ " قالتها  و ابتسمت , لكنني لم يخف عني رؤية بعض من الوحدة في تعابير وجهها .
هي الآن تعيش بمفردها .
إن منزل تسوكيموري كبير ويبدو أكبر حجماً بلا قاطنين به .
" ....لكنك قد كنت منشغلاً كثيراً مؤخراً ."
حقيقة لقد سئمت من كونان و مضايقاته مؤخراً , لكن تسوكيموري , لقد شعرت بقليل من ذنب جراء رؤيتها هكذا .
" أجل فبسبب شخص ما الذي لم يكتف بعدم مساعدتي بل تجنبي أيضاً عانيت كثيراً و لم أتألق مؤخراً في المدرسة ."
" حسناً , لك خالص تعازي "
" أنا متأكدة أنك لا تمزح ..." ثم أرجعت كتفيها للخلف مع تنهيدة خفيفة.
من المؤكد أنني أعطي اهتماماً لشؤني مع كونان أكثر من وضع تسوكيموري .
" علي أي حال سأحاول أن أتصرف بإيجابية في المقهي لذا أخبري ميراي -سان شيئاً لطيفاً . " أنهيت محادثتنا ثم قمت .
" ــــــــــــ أنت و كونان -سان تبدوان كأخوين " تمتمتها تسوكيموري " لربما هذا هو الأمر بالأضافة لكونكما رجلين مما جعلني أشعر كالمنبوذة ."
جلست مجدداً استرق النظرات نحو وجهها البشوش.
" أتقولين أننا نبدو كالأخوة ؟  ألم تقارني ميراي-سان بي بنفس الطريقة ؟"
" بالطبع قد فعلت ! فثلاثتكم متشابهون , و لا أعني الشكل "
" ايسعك أن تفسري ؟ "
لقد كنت مهتماً كي أعلم كيف أبدو لها .

" دعني أفكر.....لربما ليست الطريقة المثلي لكن ثلاثتكم تشبهون بعضكم في "أسلوب حياتكم ""
" اسلوب حياتنا ...هيه "
" أنا آسفة إن لم أتمكن من شرح الأمر "
إن أسلوب الحياة مفهوم واسع و بالطبع لن أنكر أننا نتشابه في الكثير من المبادئ .
لقد كان رأي تسوكيموري مدهشاً و لهذا لم أقاوم نفسي أن سألتها عن كونان .
" اخبريني عن رأيك عن كونان ؟ أنه لرجل غريب , ألا توافقيني ؟ "
اراحت تسوكيموري ذقنها علي يدها ثم تنهدت و قالت " أجل ! "
" لا تبدين مسرورة "
" لا يعجبني حقاً , لا يمكنني تحمل البقاء بجانبه لفترة طويلة دائماً ما يحاول أن يقرأ شخصيتي و هو أمر مرهق جداً ,اتساءل إن كان كل المحققين هكذا ؟ "
ثم قامت بجذب كتفيها سوية و كأن موجة برد قد هاجمتها .
لقد كانت علي هذه الحال مؤخراً , فهو كونان من نتحدث عنه .
" لكن علي النقيض دائماً ما أحب أن أبقي معك فترات طويلة لسبب لا أعرفه ؟  "
ثم جذبت راسها و نظرت إلي كالشيطان الصغير .
" لا تسأليني " قلتها بعدما نظرت غليها نظرة حادة " أنا لا أعرف عن باق المحققين لكن كونان ينتمي لفئة مميزة جداً , دائماً ما يقودني في كل الأوقات " أجل , فلم يعد بإمكاني المتابعة , ربما هو خصم قوي من البداية .
" لكن كرجل شبيه به يجب عليك أن تكون مدركاً لطرقه أكثر مني . " قالتها تسوكيموري " ألست محقة ؟! " ثم تحورت شفتاها إلي ابتسامة هلالية الشكل.
نبضاتي أخذت تتسارع.
" ألا ترين أنه يهتم بك أكثر مني ؟" " ربما لأن الناس تشعر بالانجذاب نحو ما يفهموه أكثر . " قالتها مردفة .
و لكل كلمة تقولها يتسارع نبضي بقوة .
" هذه كذبة , لا علم لي عما يفكر فيه ."
" هذا صحيح , فبين الفينة و الآخرى لا أعرف عما تفكر فيه نونوميا " قالتها ثم ضحكت بينما يهتز شعرها
لقد بدت الرؤية غير واضحة ــــــــــــــــــ أرى أمامي كل الدلائل لكن لا أستطيع جمعها سويةً.
" ما الذي تسعين إليه ؟ لا يسعني فهم ما تريدين ؟ "
لكنني كنت واثقاً أن الدلائل قابعة أمامي .
" همم, كما قلت فأنتما تبدوان شبيهين ببعضكما ."
لقد كانت ابتسامتها غامضة .
" لا لقد سمعت هذا سابقاً ."
عندما رات نظراتي المحفزة أرجعت كتفيها للخلف بطريقة غير مريحة ثم تكلمت , مُنذ اللحظة التي لامست فيها كلماتها أذني باتت رؤيتي واضحة .

"إن اردت أن تعلم كيف يفكر , فقط فكر فيما ستفعل إن كنت مكانه ."

لأننا متشابهان فأفكارنا قد تتشابه أيضاً __قالتها مردفة .

و دون أن أنتظرها أن تنتهي من الحديث أخذت أفكر .
ماذا أريد أن أفعل ؟ أفكار بدأت تتدفق في عقلي بلا توقف .
" ...المعذرة هناك شئ علي أن أفعله ."أخبرتها بسرعة ثم وضعت عملة من فئة الـ120 ين في يدها و أسرعت نحو المنزل . لقد ارعت عبر ظلام الليل غير آبهٍ بنداءها ...
فقط اردت ان أكون بمفردي , فقط أردت أن أكون بمفردي لكي أجمع شتات أفكاري .
لم أجد طريقة معينة لإنهاء الأمر مع كونان _ لقد كنت سأتدبر للأمر حلاً _ لكنِّي كنت علي الطريق الصواب .
هذا الأمر لا يهم و إن انتهي بطريقة مبهمة ،و لا تهم الحقيقة وراء هذه الحادثة . هذان هما الأمران اللذان كنت متأكدا منهما .
لماذا ؟ــــــــــ  لأنها طريقتي في التفكير .


نهاية الفصل الـ9

Beloc Doukanish
تدقيق لغوي: JR


السابق

المحتويات

التالي

ليست هناك تعليقات