النمر المدخن

ذهبت إلي المدرسة في الصباح التالي مصارعاً النعاس و هناك لم اجد اي أثر لتسوكيموري .

من المستحيل أن يغيب أمرٌ كهذا علي من بالفصل , من لحظة دخولي لهذه الحجرة اخذت أوسامي تسترق النظر ناحيتي علي ما يبدو و أنها ترغب في سؤالي عن شئ ما .

ليست من عادتها أن تتردد لكن يبدو و أنها لا زالت تفكر فيما قامت به من فعل متهور .

بوسعي تخيلها بوضوح و هي منكمشة علي نفسها و تتقلب في سريرها في ندم.

فجأة تقابلت عينانا لتشيح بعدها بنظرها بعيداً و يصبغ ما يظهر من عنقها باللون الأحمر.

علي ما يبدو أنني محق.


لم يسعني إلا الابتسام و أنا أشاهد مثل هذه الأفعال.

" ما الخطب أوسامي ؟ "

"مـ - ماذا تقصد؟ اي خطب ؟ " متعثرة في كلامها وقفت أوسامي.

" ألا يوجد شئ تنوين سؤالي عنه ؟ "

" لا ! لا ! ليس الأن ! علي الأقل أعطني وقتاً أُعد نفسي فيه "

 آااه , إذاً هذا هو الأمر .

و بينما أتنهد هدأت من روعها و أنا ادعوها للجلوس قائلاً " ألم ترغبي بالسؤال عن تسوكيموري ؟ "

"...آاه , هذا ما كنت تتحدث عنه و بالفعل الا تعرف لما لم تأتي اليوم ؟ "

قالتها أوسامي الجالسة بجواري و هي تمد عنقها قالقرد الصغير .

" لا اعرف ..زلكن لربما قد أُصيبت بالبرد من البارحة ؟ " لا الشرطة او تسوكيموري منعوني من الحديث عن شأن والدتها لكني لن اتحدث عن هذا الأمر من نفسي .

يست من عادتي أن أتعاطف معها لكن لا يسعني شئ خاصةً بعدما رأيتها في حالتها تلك. اسوأ  كثيراً مما يمكن تخيله . بالأضافة إلي انني سوف يثقضي عليَّ إذ اخبرت زملاءي خاصةً كاموجاوا و أوسامي الذين لن يتوقفوا حتي يعلموا عن سر معرفتي للأمر و عن سر ذهابي لمنزلها .

وهذا نوع من الحماية الشخصية قد أوردته في غجابتي السابقة .

لقد كان عقلي مرهقاً من كل الليالي التي قضيتها في التفكير في كثير من الأشياء المرهقة .

"...ربما يجب علي أن ازور يوكو-سان؟ "

لا , كما قلت فليتوقف وجع الرأس .

تنهدت ثم سألت " .... و ماذا عن ناديك ؟ "

"..مم"

ثم نظرت أوسامي ناحيتي كجرو يتبين مزاج سيده .

" إياكِ و أن تفكري حتي في التغيب..."  و هذا هو إنذاري

" لقد كنت اعلم أنك ستقول هذا ."

لتتداعي بعدها أوسامي علي كرسيها.

" إذاً لا تملئي عقلك بأشياءٍ كههذا مُنذ البداية "

" لكني اشعر بالقلق "

زامة شفتاها و هي علي مقعدها .

" لقد قلت أنه قد يكون برداً . لذا فلتتصلي بها غن لم تاتي غداً أيضاً .اتفقنا ! "

و كما هي طبيعة الحال فسوف اضطر أن أقوم بالأتصال بتسوكيموري لكي اخبرها عن البرد الذي قد أُصيبت به . عجباً , ليس من السههل قول الأكاذيب.

لكن قلبي قد أُثلج بعدما رايت منظر اوسامي و هي تومأ براسها .

"مم .  حسناً "




لقد مر الوقت في المدرسة بسلام غير اعتيادي.

غياب تسوكيموري عن الفصل هو السبب وراء كون كاموجاوا و رفاقه  اكثر هدوءاً عن المعتاد.

لقد مر وقت طويل مُنذ نعمت بالهدوء فيه.

فمن يوم ألتقط الورقة التي كانت مُلقاة علي الأرض و يوكو تسوكيموري قد احتلت من بعدها مكاناً خاصاً في حياتي , و بالطبع ما أعنيه بـ"خاص" هو أمرٌ مختلف تماماً عما هو بالنسبة للاخرين.

فقط انا اعلم عن سرها _ وصفة القتل.

لقد راقبتها بعيد دائماً و تلك القصاصة تشغل بالي أخذاً في الأعتبار أنها قد تكون من قتل والدها.

و لهذا لم اهنأ من حينها بأي سكينة لكن علي ما يبدو أن هذه الايام علي وشك أن تزول.

لمست جيبي الأيسر و أنا اتمتم " ....قريباً جداً سيكون الوداع ."

علي ما يبدو أن الأيام التي تدور حول يوكو تسوكيموري و وصفة القتل عزيزة جداً بالنسبة لي .

و هذا قد يُعد سبب الوحدة الموحشة التي أشعر بها ...

بخصوص شتي ما حدث و يتعلق بوصفة القتل فقد بلغت إستنتاجاً من كل هذا .




يوكو تسوكيموري لم تقتل احداً.


انا لا أعرف أحداً بمثل ذكاءها أو عزيمتها , لكن قياس شخص نادر مثلها بالمفاهيم العامة هو أمر لا يصح.

لكن ما رأته عيناي فتاة عادية حينما كانت تتصرف كالأخت الكبيرة في جنازة والدها او حينما وقفت منتصبة أمام الشاشة التي أظهرت كلمات أمها الاخيرة او هكذا أظنها.

أم تقل من قبل أن القتل عمل "احمق " و بذكاء مثل ذكاءها – في الحقيقة أنا لا اعرف أحداً بمثل ذكائها - فسيكون من المحال – تحت اي ظرف كان – أن تلجا إلي القتل . علي الاقل لا يسعني انا ان آتي بسبب يبرر الجريمة.

في النهاية لا يمكنني ان اراها كشخص بمقدوره ان يسلب روحاً.



و مرت الأيام بلا يوكو تسوكيموري.

لقد مر اليوم الأول بسلام لكن حينما جاء الثاني كان هناك صخب فقد كان الجميع خائفاً علي سلامتها.

و كما كنت أتوقع سرعان ما توجهت انظارهم ناحيتي حيث اننا نعمل سويةً في المقهي ذاته و لكن بالطبع ادعيت الغباء.

و ماذا حدث بعدها؟ تكهنات وراء تكهنات لتظهر بعدها الشائعات و في اليوم الثالث تجد أن اسم يوكو تسوكيموري حاضرٌ و بقوة في المدرسة .

هي طريحة الفراش بالمشفي بعدما أنهكها الزكام . لقد تم أختطافها و هي الأن رهينة لدي عصابة ما .هي في منتصف تصوير فيلم في هوليوود.  أمير قد وقع في غرامها منذ النظرة الأولي و هي الأن في بلاده حيث سيتزوجان . شائعات حمقاء كتلك كانت في كل مكان و لم يسعني شئ غير الأبتسام .

سواء كانت حاضرة أم لا فدائماً ما برز اسمها . و مرة أُخري اري بام عيني حقيقة تسوكيموري.

لكن في اليوم الرابع أخذت بعض الشائعات الغريبة في الظهور.

تسوكيموي تساعد الشرطة في البحث عن والدتها . تسهر الليالي و هي تزور كل مكان يمكن ان تجدها فيه تتصل بكل شخص يمكن أن تتواجد معه أمها .

مصدر تلك الشائعة كان تلميذاً يعمل أحد أقاربه في قسم الشرطة.

لقد أخذت الشائعة في الأنتشار و مع بعد التأكيدات صارت و اقعاً مع حلول يوم الأثنين.

و بعدها بأسبوع انتهت الامطار الدائمة لتظهر بعدها السماء الزرقاء الصافية .

و في صباح أحد تلك الأيام عُثر علي أُمها أخيراً .

حادثة.

لقد وجدت علي جرف علي بُعد خطوات من المنطقة السكنية.

عند قمته يوجد متنزه كبير يطل علي المدينة كلها . لقد كان المتنزه مُحاط بجرف يحدها سور قديم من السهل علي بالغ أن يعدو فوقه بسهولة .

و السبب وراء عدم اكتشاف الأمر مبكراً هو أنها لم تصل تصل إلي سفح الجرف بل كانت في منتصفه تغطيها الزهور الآزالية المتفتحة.


و طبقاً لما قاله الشرطي الذي اكتشف الجثة  فقد قال أنه يسبق له و أن رأي جثة بمثل هذا الجمال مزينة بالزهور الوردية من كل جانب و  مقارنة بلوحة غربية رسمها أحد الفنانين الكبار فلا يمكنك أن تجد للأمر مثيل .

كم تمنيت أن اري مثل هذا المشهد فتخيل ذلك الأمر قد جعلني ارتجف.

لقد انتشرت هذه الاخبار في مدرستنا هائجة معها الدهشة و مستقرة بالشفقة علي الفتاة المسكينة .  يوكو تسوكيموري التي فقدت شخص آخر من عائلتها .

إن شفقتي نحو تسوكيموري عادية مثل الأخرين فلها خالص تعازيِّ  .

لكن علي نقيض الاخرين فقد كنت أتوقع مثل هذا الامر .
 لماذا ؟ لأني قد هُديت إلي الاستنتاج أن أُمها هي من استخدم وصفة القتل لقتل والدها.



و ذلك لسببين.

أولهما هي بيئتهم العائلية .

لقد سمعت حينما كنا في الجنازة أن علاقات الاب و الأم و البنت مع بعضهم البعض و الأخرين جيدة , و فوق هذا كله جاءت التعاسة التي كانت فيها والدتها مثلاية لتكمل هذه الصورة.

لقد تخيلت آل تسوكيموري عائلة مثالية بعلاقات وطيدة فيما بينهم .

لكن لم يسعني الامر إلا و تملكتني الشكوك بعدما رأيت غرفة نوم والدتها .

حقيقة أن تسوكيموري لم تكن تعبأ بنوم أفراد أسرتها منفصلين يدل علي أنها لم تكن العائلة الهادئة كما يبدو عليهم , لكن بعد التفكير ملياً في الامر يتضح أنه من غير المرجح أن يطلق علي أمثال عائلتهم بالهادئة.

و بناءً علي هذه النظرية توصلت إلي أن أحوال عائلتهم هو النقيض التام لما يُقال عليهم و حقيقة أن والدها لم يكن في أي صورة من الصور العائلية في غرفة الام هو دليل أخر ععزز من نظريتي.

ثانياً و هو الأهم ...كاتب الوصفة .

لقد تساءلت مُنذ البداية لماذا سُميت بالـ"وصفة "؟ لماذا لم تُدعي "بالخطة " ؟

لكن في حين أنني لا استخدم هذه الكلمة كثيراً لكن استاذة في مدرسة طهي قد ينطبق عليها العكس .

عندما ذهبت إلي منزل تسوكيموري يوم اختفت والدتها بحثت قليلاً عن بعض الدلائل .

بالتحديد مفكرة اضافية لشرح وصفة ما .

المحتويات بالطبع مختلفة لكن ما يهمني هو خط اليد المستخدم.

لقد قارنت الورقتان ببعضهما البعض و في النهاية وجدت أن خط اليد المستخدم هو نفسه الموجود فيهما.

اي أن السر وراء وصفة القتل هو شئ مثل ..

الام التي لم تكن علي وفاق مع الزوج لتدبر له حادثة يموت فيها لكنها لم تحتمل الحياة مع الندم لذلك انهت حياتها .

في هذه الحالة لا داعٍ للشفقة علي الأم .إن مشاعري الان تمر في حالة من البرود فقد نالت ما تستحق و لا يوجد في قلبي إلا تعلق طفيف بلعبة القط و الفأر التي انتهت .

لقد فقدت وصفة القتل نشوتها و خيالاتي قد ماتت بموت أمها .

بالطبع كل هذا تكهنات اكملت نواقص حقائقها بمخيلتي . لكن هذا كل ما يمكن لطالب ثانوي أن يستنتجه و بهذا قد كنت أشعر بالسعادة.

بالطبع لم يسعني التأكد من تسوكيموري نفسها .

يوماً ما قد اسألها لكن ليس الأن .

لقد اردت ان أحيا هذه اللحظات في طمأنينه.
طمأنينة أنها لم تقتل أحداً.

أكنت محظوظاً أم لا لكن هذه الأيام الهادئة لم تدم طويلاً.

و ما انهي هذا الهدوء هي كلمات محقق شرطة قابلته مُنذ فترة ليست باليعيدة.

لقائي به كان في الليلة التي اختفت فيها والدة تسوكيموري _______



بمجرد اكتشافي للرسالة أسرعت بالاتصال بالشرطة لإخبارهم بما حدث .
و بعد مضي 30 دقيقة يسودها الصمت ولا يتخللها إلا صوت الامطار و عقارب الساعة الرتيبة جاءت سيارة شرطة ترجل منها رجلان أحدهما يرتدي بزة و الأخر في زيه الرسمي .

" آه أجل أجل نعم لقد فهمت ! "يمكن لها أن تكون رسالة انتحار "" تمتمها الشرطي الطويل بعبث و الذي عرف نفسه بكونان.

لقد تعرضت من قبل لاستجواب الشرطة في حادثة سرقة أحد المحلات التي حدثت في الحياة .

لقد كانا شرطيان يرتديان معاطف طويلة و ملابس بالية شبيهون بالموظفين العاديين لكن الجو المحيط بهم و النظرات التي يررمقون بها الأخرين من وقت لأخر كان دليل علي حياة الشرطي المعرضة حياته للخطر و قد كان هذا الفرق بينهم و بين المواطنين العاديين .
لكن الان هذا الرجل الماثل أمامي المدعو بكونان لا يطابق ما اتخيله عن المحقق.

مظهره يدل علي أنه في أواخر العقد العشرين لكن بالحكم من علاقته مع زميله فقد يكون اكبر من هذا بقليل .
مرتدياً بزة زرقاء داكنة مخططة بأشرطة بيضاء ليبدو مثل المراهق العابث .
 Gekkou-190.jpg

و كما يدل مظهره فقد كان ثرثاراً و هو نوع الناس الذي "أمقته"

" آه حسناً يا لك من جذابة , هل انت في مجال الفن ؟ لا! عليك أن تدخليه ! ستهزمينهم بجمالك ! كلا كلا أنا لا امتدحك ! كم عمرك يوكو – سان ؟ سبعة عشر ؟! ألديك أخوات كبار ؟ لا! و ماذا عن والدتك ؟ أرجح أنها قد كانت صغيرة في السن ؟ أسمعتها! علينا إيجاد تلك المرأة !"

لقد استمر كونان في الحديث غير مكترث بالشرطي الجالس علي الأريكة و الذي لا ينفك يحمر خجلاً . أنا لم أحب هذا الرجل لكن بعد الاستماع إليه لبضع ثوانٍ أدركت أني أكرهه ..

إن افتقاره للمراعاة ناحية يوكو لم يكن محور السؤال .أنا أعني أليس هو من الشرطة ؟ أهذا هو أسلوب الشرطي الملائم نحو فتاة محطمة القلب اختفت والدتها ؟
لقد كان رجلاً حقيراً .

بعدها سألنا الشرطي الاخر ثلاث اسئلة عن الحادثة عوضاً عن رئيسه " أبدت والدتك مكتئبة بشأن شئ ما ؟" و " أيمكن أن تخمني أين قد تكون قد ذهبت ؟ "

لقد حدقت تسوكيموري نحو الارض و بتنهيدة هزت شعرها يمنة و يسرة " أنا لا أعرف"

و بنبرات مواسية أخبرها الشرطي " يؤسفني القول أن سبب اختفاء والدتك هو الانتحار لكننا ستبذل ما في وسعنا لذذلك استعدي للأسوأ "

عوضاً عن الرد أومأت تسوكيموري ببطء

حركاتها الضعيفة أعطتها لمسة باردة جعلتها تبدو مثل الدمية محكمة الصنع .

و كما هي الحال الحقيرة تمنيت لو أداعب رقبتها البيضاء النحيفة وشفتيها القرمزيتين المتصلتين ببشرتها الملساء .لقد لاحظت بالفعل في جنازة والدها أنها تبعث أجواء هادئة مميزة شبيه بقمر منصف الليل حينما تشعر بالحزن .منظر لا يمكنني الإكتفاء من رؤيته .

لقد كمت اشعر بالصداع و الألم من جراء الحديث المستمر من فاه ذاك المحقق لكن لحسن الحظ بكوب من القهوة في يدي و منظر القمر امامي قد جعلاني أتخطي الامر.

و بعد قترة من الوقت سألني كونان " ...بالمناسبة انت تكون ؟ "

أخبرته باسمي محاولاً اخفاء روعي منه .

" حسناً نونميا – كُن سانوصلك إلي المنزل فلا داعِ لبقاءك هنا فقد تعدي الوقت الواحدة صباحاً ؟ "

تحدث كونان عارضاً عليّ أن يوصلني إلي المنزل قائلاً "حسناً نونوميا -كُن لا داعٍ لبقاءك هنا خاصةً و أننا قد تخطينا الساعة الواحدة صباحاً ,فما رأيك أن نوصلك إلي المنزل؟! "

لقد ضعفت قليلاً أمام نظرات تسوكيموري لكنني عقدت العزم ثم انحنيت لكونان "لو سمحت "

حينما هممت بالرحيل همست في أذني قائلةً " أنا لا ارغب في البقاء بمفردي الليلة " ثم تمسكت بزيي المدرسي .
لكنني أدعيت عدم الاكتراث و هززت يدها .

بالطبع لم اشعر بالارتياح لتركها وحيدة لكن وجودي لم يكن ليفيد بشئ لكن علي الأقل كنت سأكون قادراً علي مواساتها و لو بكلمات قلال حتي و إن كانت دوافعي محض شفقة هزيلة .
لكن لم تطيعني نفسي لإشعال فضول كونان الذي كان يبتسم نحوي و تسوكيموري .

ما أثار دهشتي هو جلوس كونان بجواري علي المقعد الخلفي للسيارة .

حينما لاحظ نظرات المندهشة قهقه قائلاً " فقط أردت أن أحظي بحديث صغير معك . "
بطريقة ما شعرت بسلطة المحقق في حديثه .

لقد أخذنا نتحدث طوال الطريق بين منزل تسوكيموري و بيتي علي الرغم من أن ثمانين بالمائة من الحديث كان نابعاً عن كونان .

" ألست خليل سوكو - تشان ؟! إيه ؟ لست بخليلها ؟! لكن ألم تذهب لزيارتها ؟! انصت إليَّ جيداً , لا يقوم شابٌ بزيارة فتاة في وقت متأخر إلا و هي خليلته , هااه زملاء في العمل هاا و رفاق دراسة  . أوه-ها-هااه إذاً لا شئ يجري بينكما . أعتقد أن عليك أن تفهم أن صديقك و مخلصك الجالس بجوارك هنا كان علي وشك الشعور بالغيرة منك و من صديقتك الجذابة .أليس كذلك ؟ ألا توافقنا الرأي ؟! مهلاً فلتنظر أمامك و أنت تقود ! حسناً فأنا من قام بمناداتك ! هييه " مازحاً كونان بينما يخاطب الشرطي الصغير الذي كان يقود السيارة ثم أردف  "  علي أي حال هذا هو رقم هاتفي يا صديقي الجديد فلا تترد في الأتصال , هذا هو الرقم الخاص بالعمل , ماذا أعني بهذا ؟ فقط أردت أن اوضح أني " مستقيم "  , قد لا يبدو عليّ الأمر لا يسعني الأكتفاء من السيدات ماه ؟! أهو أمرٌ جلي حقاً ؟ يقول الي الناس هذا في أغلب الأوقات , هاه ؟ آااه لا تشعر بالخجل فالحديث يساعد في التحقيق . حينما نبحث عن شخص ما فاي معلومة ستكون ذات أهمية فقد لا تعلم أي دليل مكنه أن يكون الدليل القاطع .حتي و إنْ بدا بلا معني بالنسبة لك . قد تنكر حقيقة أنك تواعد يوكو - سان لكن مما رأيته و سمعته منها جعلني أشعر بصلتك الوطيدة .  لذا يجب عليك أن تتذكر أن علمت شيئاً بخصوص وكو - تشان و أمها أن تعلمني , اتفقنا ؟! "

و من حينها و كونان يحادثني علي أوقات منتظمة .
قد لا يحتاج الأمر القول لكن كل واحدة من هذه المكالمات دائماً ما تكون طويلة .
بالطبع كنت اشعر بالضيق الشديد منه لكن ما جعلني أمارس دور محادثه هو رغبتي في الأستفادة منه كما اراد هو .

و في مقابل إخباره بكل ما أعرفه , دائمأً ما اقوم بإخراج كل ما توصلت غليه التحقيقات منه .

علي أي حال دائماً يعتريني الفضول في مكالماته  مهما كان موضوع الحديث .

و علي نقيض رأيي الشخصي في كونان إلا أن وظيفة المحقق هي ما توافق مع ما ترغب به مخيلتي و حبي للتخيل بكل القصص التي رويها إليّ.



و أخيراً هدأت الأمور و يوكو تسوكيموري كانت علي وشك العودة إلي العمل و المدرسة .

لكن في اليوم السابق ظهر زبون مميز في مقهي فيكتوري قبل وقت الإغلاق ...زبون لم يكن حضوره متوقعاً .

"آاه الان قد فهمت لما تهتم بالفتيات نونوميا " قالتها ميراي - سان  و اصابعها متموعة لي ذقنها بينما هي تنظر إلي رجل نحيف القائم مرتدياً بزة قد اتخذ لنفسه كُرسياً بجوار النافذة .

و ما أكمل الصورة هو تلويح الرجل اللعوب يده نحو المطبخ_____نحوي.


" سوف أتعفف عن السؤال عن الشئ الذي كنت في صدد تخيله لكن دعيني أؤكد لك أنك علي خطأ "

" إذاً من هو ؟ صديق ؟ صديق كبير في العمر علي ما يبدو "

" لا , هو محقق "

" هذا الشخص ؟! مهما نظرت إله فهو يبدو كشخص عابث بالنسبة لي " قالتها و الشك قد ازداد في نبرات صوتها " إذاً اي فعل قد اقترفت ؟! بالفعل لقد كنت أشعر أنك ستنحرف يوماً عن طريق الصواب لكن - "
" ميراي - سان "

" ما الخطب , ايها المجرم ؟ "
" أعتقد أنه يجب علينا ان نحظي بحوار جاد في أحد الايام بيني و بينك . "

" آنا علي خطا ؟ "
" أجل , هناك أمور بيني و بينهم بخصوص والدة تسوكموري - سان "

" فهمت ...ط قالتها و هي تفرك جبينها و تضع بيدها الأخري قطعة من الشوكولا في فمها .
من المحتمل انها تشعر بالشفقة نحو تسوكموري . مما يذكرني أنها كانت هادئة هي و الباقيين علي غير العادة في الوقت التي اختفت فيها تسوكيموري عن العمل .

من الواضح أن تسوكيموري قد صارت جزء لا يعوض من مقهي فيكتوريا .
" إذاً لم قد يأتي هذا المحقق لزيارتك ؟ "
" لا فكرة لدي ! فهذا شئ أود أن اعرفه انا ايضاً "

" وااه ! نونوميا ! هذا الشرطي قد غمز ناحيتي "

" هو لعوب تماماً كما يبدو "

" أود أن الكم وجهه بشدة "

" رجاءً لا تفعلي فهو شرطي "
" بجدية عليك أن تنتقي من تتسكع معهم ."

" بالفعل ..."

أنا لم ارد أن أحظي بوعظ منها لكنها علي صواب في هذا الصدد....

عندما جلب القهوة لكونان الذي لم يكن بعالم عن شئ من عدم ارتياحي قابلني بوابل من الكلمات ....

" و الأن هذا ما يسمي بنظرات حادة , لقد شعرت و كأنما تقبع في عينيها حشرات فضائية , لقد شعرت بالقشعريرة ! قد لا تصدقني لكني لا أكره العلاقات الغريبة , بل أحب هؤلاء الـ همم النساء المسيطرات , أخبرني ما اسمها ؟ كم عمرها ؟ هل هي محجوزرة ؟! رجاءً نونوميا - كُن عرفني بها "
لقد اخذ يتحدث بلا توقف و هو يُحدق في ميراي - سان في المطبخ بلا أي "احترام "

" أليس لديك ما هو افضل من التسكع هنا ؟ "

" يا ليت ! أنه لا يسعني الوقت للخروج في موعد مع أي فتاة , بالطبع إن قابلت واحدة فلن أخبرك ايها الشاب ! "

" و كأنني سأكترث ! "
" هاهاها حقاً أنت لا تتغير ! " ضاحكاً أخذ يقرب القهوة من شفتيه ليتذوقها " يا إلهي ! " مبتسماً بساعدة و هو يخاطب نفسه " اتمني لو كان هناك يوم هادئ في حياتي لكن حتي في مدينة صغيرة كهذه دائماً هناك ما يحدث و بفضل هذا أغرق في العمل 7\24"

" و إن كان الأمر هكذا فالا تعتقد أنه يجدر بك التوقف عن الحوم حول هذا المكان "

ليجيبني متصنعاً الحزن " ألا تمتلك في صدرك قلباً ! نحن رجال الشرطي نستحق بعض الراحة من آن إلي أخر "


لم يكن سؤالي موجهاً سخريةً و إنما هو تساؤل حقاً فبعدما اكتشقت الشرطة جثة والدة تسوكيموري لم يتحدث أحدنا مع الأخرو أجل لقد أخبرته بشأن مقهي فيكتوريا و قهوتها اللذيذة لكن حضوره اليوم خاصةً لا يبدو كأنه اهتمام بالقهوة .

ثم و كأنه يجيب علي ظنوني قال كونان " إذاً ألست متفرغاً لبعد الوقت ؟! ما رأيك لو نذهب لتناول بعض الطعام و نتحدث قليلاً فيما بيننا ؟! لكن دعني أحذرك : هذا ليس بالموعد  فلا تفهمني بشكل خاطئ "

الأن فهمت  , ليس بالمصادفة قدومه قبيل وقت الأغلاق .

" بالطبع " بإيماءة قلتها .

لم يكن لدي أدني فكرة عما يريده لكنني لم ارغب في تفويت أمر كهذا .

بعدما انهيت عملي توجهت إلي المطعم الذي ذكره كونان و سرعان أن وصلت حتي أدرك وجودي و أخذ يلوح لي .

و بما أنها قد كانت عطلةنهاية الاسبوع فقد كان المطعم مزدحماً بالعملاء من شتي الأعمار : الصغير منهم و الكبير .

في اللحظة التي جلست فيها قبالته أعطاني كونان قائمةالطعام قائلاً "اختر أياً ما يعجبك "

" حسناً ما هو أغلي ما بالقائمة ؟"

أخذ كونان يضحك معجباً بردي قائلاً
" كم يعجبين هذا الجانب من شخصيتك "


" بالمناسبة ما الذي تريده مني ؟ " سألته و أنا أتصفح قائمة الطعام بأطراف أصابعي .

" لقد كنت أتساءل أن كان من الممكن أن تجيبني عن بعض الأسئلة بخصوص يوكو-شان "


و قبل أن يقول اي كلمة أخري وجدت نفسي محدقاً فيه .

" لا تحدق فيني هكذا , الامر ليس و كأنني ساسرقها منك أو ما شابه "

" إنه للغز محير ما تعنيه "

" ساشرب سيجارة . " و بأريحية وضع سيجارة في فمه و أشعلها بقداحة تحمل شعار حانة عليها .
"...لماذا ؟ "
أخذت شكوكي نحوه في النمو .

" هممم...أتمانع إن لم أعطك سبب معيناً ؟!"

" أهو طلب شخصي . حينها يمكنني أن اوافقك ...ط

أهناك من هو قادر في هذا المطعم علي تمييز كون الجالس أمامي شرطي ؟

" حسناً يوكو - شان لجميلة لهذا لا يسعني أن أنكر عدم وجود اهتمام شخصي في الموضوع لكنه للآسف خاص بالعمل ."

" واجب سري ؟"

" الأمر شبيه بهذا لذا رجاءً لا تشعر بالإهانة إن لم أكن واضحاً معك "

ثم ابتسم لي .

عندما يبتسم هكذا تزداد عيناه حدة و علي ما أعتقد أنه أمر يحدث  دون إدراكه , لكن مع هذا كله فهو يشعرك بنوع من السلطة المنبعثة منه علي نقيض فمه الذي يشعرني بالغثيان , لابد و أنها سلطة شخص دائماً ما يكون معرض للخطر .

مهما كان شكله يظل الواقع أن كونان شرطي .

" ...أتشعر بالشك ناحية تسوكيموري ؟ "

في اللحظة نفسها التي سالته فيها عقد حاجبيه و هو يدخن بقوة واضحة .

" .....تسالني مباشرةً ؟ نونوميا -كن لهو أمر جيد أن تكون فطناً لكن الخليط بين الشجاعة و الذكاء لهو أمر قوي جداً , نونوميا - كن أترغب في الانضمام للشرطة يوماً ؟ سوف تكون محققاً جيداً "

  " لياقتي كارثة لذا أعتقد أني سارفض "

" ها-هه إذن لا تصبح مجرماً فإن تحالف شخص مثلك معهم سنحظي نحن رجال الشرطة بأوقات عصيبة " قالا مازحاً ثم استوقف النادلة بإشارة من يده حاثاً إياي علي طلب شئ ل ا قمت بطلب أغلي ما يبدو في القائمة .

بعدما أكدت علي الطلب توجهت مباشة نحو المبطبخ .

" بدون أي مقدمات في هذه الحادثة يوجد احتمالية كبيرة أنها قد كانت جريمة قتل ."

" ...ألم يكن من المفترض لهذا أن يكون سراً ؟! "

" فقط من أجل المظاهر فكما تعلم أنا شرطي أجيد الرسميات " ثم قام بإطفاء سيجارته في المنفضة و أردف " لكنك شاب ذكي و عاجلاً أم آجلاً كنت ستعلم بالامر ."

إبتسامة كونان الواهنة بدت و كأنه مستمتع بنظرات شكي نحوه .

" لكن هذا ليس بالحديث العابر بل للآسف لدي في عقلي دافع خفي  تحديداً و هو أنني اريدك أن تعمل معي ."

عندما سمعته يقول دافع خفي تذكرت لقائنا الأول منذ فترة حينما قال " آه فقط اريد الحديث معك قليلاً "

" في خضم البحث هنا و هناك توصلت إلي أنه لا يوجد من هو مقرب ليوكو-شان مثلك أنت لذا قررت أنك المثالي لكي تلعب دور رجلي الذي يمدني بما أحتاج أن اعرفه عنها "

لقد كان يزجني الأمر حول لماذا يريد مني كونان المشاركة في هذا كله ؟ لماذا يستمر في جذبينحوه ؟ إلي أن تذكرت أنه منذ اللحظة الأولي لم يكن كونان مهتماً فقط بمعرفة والدة تسوكيموري بل أبدي اهتماماً في تسوكيموري نفسها محاولاً إستخراج ما أمكن من معلومات عنها مني .

إن كانت شكوكي في محلها فمنذ البدء كونان كان ....

" لقد كنت تشتبه مُنذ البداية أن تسوكيموري قد قتلت والدتها ؟ " سألته بهدوء تام .

لم يجبني كونان علي الفور بل ارتشف من كوب الماء القابع أمامه و حينها جاءت النادلة معها الطلب الذي قمت بطلبها ليطلب بعدها كونان كوب أخر من القهوة .

بعدما تاكد من رحيل النادلة بنظرة جانبية قال " في عملنا عليك أن تأخذ في عين الاعتبار كل الأحتماليات الممكنة في أي قضية لذا اجل ما تقول صحيح ."

لقد كان تأكيداً لكنه لم يكن بالتام ..علي الاقل هو لم يكن رفضاً .

فقط حينها استيقظت جريمة القتل النعسة في عقلي.

اعلمت الشرطة بشانها لهذا شكت في تسوكيموري ؟

لقد لاحظت أن فمي بات جافاً . يبدو أنني قد توترت .

" ليس من العدل مقارنتهم لكن قهوتكم هي الأفضل " قالها بوجه عكر بعدما ارتشف من القهوة التي جاءته .

النافذة الزجاجية التي يمكنني رؤيتها في زاوية مجالي أظهرت مراهقاً بدا علي الملل لكن لحسن الحظ أني اجيد افتعال  وجه عديم المشاعر .

" ... و ماذا سيكون دافعها ؟"

دافعها هو أكثر الامور غموضاً إن قام احدهم باتهام تسوكيوري .

علي حد علمي لا وجود لدافع يجعلها تقتل والدتها لهذا قمت بسؤال كونان من دافع الفضول لكنه أجاب بصراحة " لا فكرة عن الامر , فليس الامر و كأنها لم تكن علي وفاق مع والدتها لهذا سألتك "

مما يبدو عليه فهو صحيح انه لا يملك أدني فكرة عن الامر حينها يكون السؤال ما الذي جعله يشك في تسوكيموري ؟

أهذا يعني أن الشرطة تعلم بشأن الوصفة أم أنهم حصلوا علي دليل لا علم لي به ؟

قال كونان عندما اطلت الصمت " هيا لا تحدق فيني هكذا فمهمتي هي الإشتباه في كل شئ "

" ....فقط اريد أن أعرف لما ستشتبه بها إن لم يكن لديها دافع في الامر ؟!"
محافظاً علي ابتسامتي قمتي بتدليك حلقي بقليل من الماء .

و محافظاً علي ابتسامته هو الأخر قال كونان " ليس من الطبيعي فقدان فردين من العائلة في نفس الوقت ؟! "

لم استطع منع نفسي من موافقته الراي " لقد فهمت "

" الامر يثير الحيرة فملي كشرطي يقتدي بان أزيل كل ما هو غامض عن الامور و لهذا إن أتضح أن كل هذا محض صدفة فسينتهي عملنا عند هذا الحد ."

و مرة أخري أومئ ناحيته " لقد فهمت "

لقد كنت مندهشاً , لا بل إن " مذهولٌ " أكثر دقة في وصف الامر .

شكوكي نحو تسوكيموري كان يجب عليها أن تكون قد مُحيت لمن نقاش كونان جعلني اعدل عنكل شئ .

" ...أواجهت تسوكيموري بذلك الأمر ؟"

" بالطبع لكن الأمر يقع في حيز السرية لهذا لا يمكنني أن أخبرك بما قالت لكنك قادر علي سؤالها مباشرة  فلا يوجد دليل واحد دامغ غير مصادفة موت فردين من العائلة و الذي ليس بالدليل من الاصل ."

لم أكن مصدقاً لحرفية كلامه لكن مما يقول فهو أن الشرطة لا تملك أي دليل حتي الأن .

" لا يسعني تمالك نفسي , لقد كنت اسمع أن شرطتنا مشهورة علي مستوي العالم لكن أيمكن للامر ان يكون خطأ في معلوماتي ؟ لا اري كيف للرأي العام و وسائل الإعلام ان تسامحكم إن قمتم بإتهام فتاة صغيرة عن قتل والديها مهما قمتم بالإعتذار ."

لقد فهمت كل شئ الان لكن صدفة كهذه لا يمكنها جعلي تغيير قراري و أن أعامل تسوكيموري كمشتبه به .

" هيا لاتهاجمني هكذا ! بالطبع لقد كان ت الشرطة تحت وطأة الهجوم الإعلامي في الأونة الأخيرة لهذا لا يسعني أن أوجه اتهام بلا أي دليل دامغ , أتفهم؟"

ثم قام بهز كتفيه بمبالغة كما لو كان اميريكياً

" الأن ايمكنك أن تخبرني عما تريده مني حقاً ؟"

" أوه ! ألاحظت الأمر ؟ ليس سيئاً نونوميا-كُن "

ثم قام بالصفير بلا استخدام يديه .

لقد عرفته لفترة قصيرة لكنني اعي تماماً كم هو ماكر .

فجأة أمال كونان ناحيتي ثم قال " و هنا يأتي دورك نونوميا - كُن , أنا اريدك أن تتعاون معي ."

بعدما اعدت التفكير في محادثتنا مرة اخري في عقلي اخيراً بدات افهم نيته الحقيقية.

" ...إن قام احدهم غير ذي صلة بالشرطة بمراقبة تسوكيموري فلن يشكل الامر مشكلة خاصةً إن كان قريباً منها لهذا تريدني ؟!"

" يبدو أننا متفاهمان " ثم أردف و هو يعبث بكوب قهوته " ثم لا يمكنك أن تنكر أنك تحب هذا النوع من العمل ؟! "

"رجاءً أعفني من وجع الرأس و أيضاً لا تقم بتقرير ما احب عوضاً عني "  في الحقيقة هو محق , أنا أحب هذا النوع من العمل .

" لا داع للإنكار " قالها و هو يضحك ملء فيه.

لقد كان قادراً علي أن يدرك أي نوع من الأشخاص أكون , أهو بسبب اهتمامي بالتحقيق ؟ ام لاهتمامي به كمحقق ؟ أياً كان الأمر و حيث أنني لم اقم بإخفاءه عمداً إلا أنني أحترم مجهوده.

" و هذا تقريباً السبب الرئيسي لطلبي أن نتقابل ."

" و ماذا علي وجه الدقة تريد مني أن افعل ؟!"

" لا تقلق فجل ما ساقوم به هو سؤالك عنها فلن اقوم بطلب اشياء منك او أعمال صعبة و رجاءً كل طعامك قبل اي يبرد و لا تشعر بالحرج و أطلب التحلية بعدما تفرغ ."

قالها مبتسماً ....هو حقاً ينوي استغلالي.

في الواقع كنت قد فقدت شهيتي لكني بعد كل شئ قمت بوضع السكين في شريحة اللحم التي من المفترض أنها قد بردت الأن .

" في الحقيقة لا أحد يعلم عما اقوم به الأن و لاكون صريحاً معك لا احد يضع تسوكيموري موضع اشتباه عداي ." فجأة أخذ كونان يتحدث بعدما كان يراقبني لفترة " يمكنك ان تعتبره خدمة لصديق , أن حوادث الانتحار غامضة و مبهمة فإن افترضت أن دافع الانتحار هو الحزن علي الزوج الميت خاصةً بشهادة شهود علي كونها قد مرت في حالة من الاكتئاب بعدما توفي ." ثم واضعاً علي شفتيه ابتسامة ساخرة  أكمل كونان قائلاً  " لكن ما يبرز في الموضوع هو كون ملحوظتها الاخيرة مكتوبة علي الحاسوب لا بخط اليد مما يجعل الأمر صالحاً جسدياً لأي شخص آخر بتزوير مثل هذا الأمر ليجعل الحادثة كعملية انتحار , لكنه ليس بالامر الجلي الذي يسمح لك بفتح مجريات التحقيق مرة اخري فبالاخذ في الحسبان ان بعض المنتحرين لا يتكون أي رسائل بتاتاً . إن كان هناك ما يجعل يوكو -شان موضع شك هو كونها ابنتها و لا تنسي سلوكها الغامض ."

بعدما انهي حديثه قمت بوضع الشوكة و السكين ثم نظرت في عيني كونان قائلاً " تي الأن لا يسعني أن افهم ما يجعلك تشك في تسوكيموي و أخشي حقاً أني لن أستطيع ان أكون ذا نفع لك غن لم تعطيني من الأسباب ما يقنعني ."
منذ أن وقعت وصفة القتل في يدي و أنا اراقب تسوكيموري ليل نهار فكيف له الذي لم يعرف بامر تسوكيموري غير ايام قلال أن يعلم عنها ما لا أعلم ؟ اي خصلة في تسوكيموري يعلم هذا المحقق و لا أعلمها عنها _ أنا _ حامل وصفة القتل ؟
و بالطبع إن كان يعلم ما لا أعلم فقد يتغير موقفي أيضاً
__ فأنا أيضاً اريد أن أعلم.

و بملامح جادة قال كونان " ادعها حدس المحقق "

ماذا ؟!

"هاه؟!"
لا يمكنني أن اصدق ما سمعته أذناي .
و بعدما لا حظ دهشتي قال " ماذا ألم تفهم قصدي ؟ حسناً دعني أوضح الأمور اكثر و لا أعرف حقاً كيف أقولها لكن بالنسبة لي هناك شئ "خاطئ" في كل هذا ."

" حدس..." تمتمتها غير مقتنع لكن كلامته التالية قد أغفلتني تماماً .




" أنا أقصد ألا تري أن يوكو - شان " مثالية " ؟ "



نبضات قلبي تسارعت .

نفس ما اراه فيها .

" لقد مرت علي مثل هذه الحوادث كثيراً جداً بحكم عملي و دعني أخبرك ما تعلمته : للأشخاص في مثل سنك من فقدوا ذويهم فهذا امر يُعد فاجعة بالنسبة لهم , حياتهم تتغير بآسرها إلي شكل ...قاسي. سواء كان في حادث أم واقعة  لم يسعني أن اعرف كيف يمكنك أن تتعامل مع هؤلاء الاطفال . ايسعك ان تتخيل قسوة فقدان اهلك دفعة واحدة ؟ " و فجاة تغيرت ملامحها " و الان ما رأيك فيها ؟ بالنسبة لي لا تبدو تسوكيموري كذات السبعة عشر عاماً التي قد تفقد والديها , في حديثنا قد ياتي ذكرها بلا أي شوائب و كيف هي قادرة علي أن تمتص كل هذه الصدمات لكن مثاليتها هذه قد فاقت كل المفاهيم فاقت القدرة علي أن توصف بأنها تتصرف كالناضجين "

- هي المثالية الخانقة لما حولها .

و بالتفكير في الامر أجد أن هذا كله انطباعي عنها منذ البدء.

" و احياناً أظن أنها علي ما يرام بلا والديها و أنه لا يجب أن قلق عليها ."
 شاعراً بالظمأ من حديثه , تناول كونان زجاجة المياه المجاورة لكوب قهوته ثم قام بإفراغه دفعة واحدة .

" اعتذر لإسماعك سبب بلا أي اساس , لكني أيضاً جاد ففي عملنا كثير من المرات التي ساعد حدس في غزالة الستار عن غموض العديد من الحوادث . "

ناظراً نحو كونان الذي كان يعتريه شعور بالثقة ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
" لا فائدة من الافكار المعقدة حول مثل هذه الأشياء , صدقني شئت ام أبيت , البساطة قد كانت المفتاح لكثير من الأشياء  . و أليس من اليسر أن تدرك أن الامور غير الطبيعية تحدث للاشخاص غير الطبيعين ؟! "

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ شعرت أن " حدس المحقق" مفهوم يليق به .

من الواضح ان صمتي جعل كونان يظن اني قد كللت .

" أضايقتك ؟! بالطبع فعلت فأنا الأن اسألك أن تساعديني علي التأكد من شكوكي نحو يوكو -شان علي الرغم من كونك قريب منه , مهلاً لحظة ألا يبدو لك كطلب قذر ؟ " ثم ضحك و أضاف " إياك أن تصير بالغاً مثلي ."

ليس و كـأنه قد اهانني لكن الامر كله هو اني كنت مشغولاً بالعديد من الافكار التي هاجمتني فجأة .

ـــــــــــــــــــــــــــــ هو لا يعلم بشأن وصفة القتل .

و هو الشئ الوحيد الذي كنت اكيداً منه في هذه اللحظة و هو أيضاً أهم شئ

عندما استعدت رشدي وجدت كونان يحدق فيني بجدية ثم قال

" لما لا ترأي الامر و كأنك تساعدني علي إثبات برائتها , أنت  لا تريد أن يتم اتهامها , صحيح ؟! "


لقد انزلقت من بين شفتي عفوياً .

" بالطبع لا أريد ."




لقد كان هذا صادراً من صميم قلبي , طوال هذا الوقت وهو أنا من كان يشك في تسوكيموري لكن ظهور شرطي يقوم بإتهامها شبيه بمقارعتي في كيفية لعب لعبتي الخاصة .

ثم شرب ما تبقي من كوب قهوته شبه المنتيهة و بدات اتحدث معه قرابة الساعة عنها .

لقد اخبرته بكل شئ من شعبيتها و شخصيتها التنافسية و سبب رغبتها في العمل في المقهي, بالطبع افيت عنه ما حدث في المكتبة .


لقد وجدت أنه لا مفر من الهروب من هذا الرجل لذا قررت أن اكسب ثقته بإخباره بكل شئ .

و في النهاية اخبرين ان ابلغه إن طرأ شئ جديد و انه سيتصل بي إن اراد شيئاً .

بالطبع لم اخبره عن وصفة القتل .

بالطبع لقد كنت واثقاً من قدرته كمحقق علي نقيض مظهره العابث و إن اعطيته هذه المعلومة فأنا علي قين أنه سسيتمكن من الوصول إلي قلب هذه الواقعة الذي لن أتمكن من الوصول إليه بمفردي .

بالطبع كان يمكنني أن اشبع رغبتي الاساسية في معرفة كل شئ عن يوكو تسوكيموري غن أخبرته عن وصفة القتل لكني لم افعل ....


لأن هذه الوصفة ملكي .

لقد كان هناك شئ قد لاحظته ....

الوحيد و الأهم .....

وصفة القتل لم تفقد أياً  من سحرها ...





_____________________


السابق


المحتويات


التالي







ليست هناك تعليقات